بقلم الأستاذ الشيخ فاروق غانم خداج
هو شيخ له ذائقة فنية وخلقية. يوازن بين العلم وضروراته والدين ومقوماته. يمسك بيد جيل ليأخذه إلى المعرفة المحفوفة بالموهبة كبديل عن التكنولوجيا الهدامة، أو المستنفذة للوقت.
تغلبك ابتسامته الرافضة للجمود والتشدد كأنه يعلمك درسا في إتقان التعامل مع العالمين؛ لأن الله أعطانا صفة الإنسانية لنحياها، لا لنقتص من أصحابها على قاعدة نحن أو لا أحد.
ثابر منذ عقود ليجعل الرسم والخلق مسار سعادة في منطقة الشوف ومحيطه، ومدّ يد العون لبراعم أبدعوا بهديه ليحملوا لواء الفن ويقدموه للمجتمع أيقونة ذوق و تجربة، فشعّ نور ريشته على كل وجدان مثقل بالخصب والجمال.
أمسِ، شاهدته في مركز الشاعر رشيد نخلة الثقافي ( الباروك) يخرّج مجموعة من المواهب( طلاب ثانوية عين زحلتا الرسمية) الذين يصورون مواطن الجمال في الأرز ومحميته على صفحات المجد والخلود. كانت المناسبة وليدة الإحساس الإنساني الذي ينقلنا إلى التواصل مع المواقف الجمالية الشيقة والصادقة، النابعة من القلب، المتلازمة مع إرهاصات الطبيعة وتحولاتها، وعذوبة الالتحام بمعالمها الهادئة.
أخيرا، لم يكن الالتزام الديني_ منذ بدء التكوين_ عنوانا للانعزال والاستنسابية. بل هو هذا الخيط الرفيع الذي يربط أواصر المجتمع، ويعزز جهود تلاقي أفراده على مواقف الخير والصدق. ولئن الشيخ كرم اسم من هؤلاء الرابضين على مشارف اليقظة والوعي، يسبحون الخالق بأنامل من عبق الفن وتجلياته، أحببتُ أن أحييه بهذه الكليمات اليسيرة، لعل في تحيتي هذه وقفة وفاء يستحقها على الدوام.