السويداء- سهيل حاطوم - 11 - 2 - 2022
تمتاز محافظة السويداء بوجود شدة إشعاع وسطوع شمسي مع اعتدال في المناخ، إضافةَ لوجود أنفاق هوائية وذلك حسب أطلس الرياح والشمس المعتمد من قبل المركز الوطني لبحوث الطاقة في سورية والذي عملت على إنجازه مختبرات رايزو الدنماركية.
جاء ذلك في محاضرة قدمها رئيس مجلس إدارة شركة الكوكب الأزرق لبدائل الطاقة الدكتور /سامر مزيد علوان / في المركز الثقافي العربي في بلدة عرى جنوبي السويداء، حيث أشار إلى أن محافظة السويداء تعتبر منجماً حقيقياً وواعداً للطاقات المتجددة ، خاصة وأنها تحتوي على أراضي واسعة وغير قابلة للزراعة وبالتالي فإن إقامة مشاريع للطاقات المتجددة لا يكون على حساب الأراضي الزراعية وهذه تعد ميزة إضافية للمحافظة، إلى جانب انتشار الشبكة الكهربائية وشبكة الطرق في مختلف أنحاء المحافظة ما يخفف من تكاليف إنشاء تلك المشاريع.
وأوضح الدكتور/ علوان/ أن مشاريع الطاقات المتجددة تعتبر ذات جدوى اقتصادية، لافتاً إلى أن محطة العنقاء الريحية المزمع إنشاؤها في قرية حوط بمحافظة السويداء تحتاج إلى أربع سنوات فقط لاسترداد رأسمالها وذلك لعدة أسباب أهمها عدم وجود مواد أولية ووجود عقد شراء كامل الإنتاج ولمدة 20 عاماً من قبل شركة الكهرباء بسعر 6 سنت يورو لكل كيلو واط ساعي منتج، والأهم من كل ذلك هو وجود نفق هوائي مما يعطي إنتاج لايقل عن 17 ساعة يومياً..
كما لفت إلى أن الاعتماد على الموارد التقليدية يعبّر عن قصور في الرؤية وسيؤدي إلى عوز وتدهور في مختلف المجالات، الأمر الذي يتطلب التفكير ملياً والعمل الجاد لاستخدام الموارد الطبيعية المتاحة التي لا تنضب والتي تتمثل بشكل رئيسي بوجود الشمس التي مادامت تشرق فستبقى الرياح تهب وستبقى الحياة مستمرة وسيبقى التجدد متاحاً.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة الكوكب الأزرق لبدائل الطاقة إلى أن الاستثمار في هذا المجال يحتاج إلى العلم والمختصين والمهتمين وتضافر الجهود وتحديد الأهداف والأساليب خاصة في ظل الحاجة الماسة لوجود بدائل عن الاعتماد على الطاقات التقليدية.
وأضاف.." يجب علينا كجيل مسؤول عن المقدرات المتوفرة بين أيدينا وانطلاقا من الأمانة التي يجب أن تسلم للأجيال القادمة، العمل بشكل جاد نحو الاستغناء بالكامل عن مصادر الطاقة التقليدية التي تضر بالبيئة والتي تسبب مشاكل على مختلف الصعد، واللجوء إلى استثمار الطاقات المتجددة بالشكل الأمثل باعتبارها صديقة للبيئة ولا تنضب وتشكل المحور الأساسي للتنمية المستدامة واستخدامها بشكل علمي وحضاري بعيد كل البعد عن المنظور
التجاري البحت وتطوير البحوث العلمية في هذا الميدان من قبل أصحاب الاختصاص الذين يملكون رؤية مستقبلية وتجارب خلّاقة.