26 / 11 / 2024
لا نعرف قيمة الراحة الاّ بعد التعب والعناء ، فهي حاجة يتوق اليها المرء حتى يستعيد شحن نفسه .
حين الإعتزال والبعد عن كلّ اذيّة نتنشق هدوء النفس ، ونرتقي لعالم الطمأنينة ، فتتبلور الرؤية والمشاعر والأفكار ، فلا سعادة دون راحة لأجسادنا وقلوبنا و عقولنا ، وهذا لا يعني أننا نجلس دون عمل أو تفاعل مع المحيط ، لكن العمل دون ضغوطات وإجهاد والبعد عن أشخاص تستنزفنا فهذا حق وواجب اتجاه ذواتنا ، علينا الإستمتاع فيما نسمع و نرى وجميع مقومات عيشنا ، عندها نتحضّر للتعلُّم والتذُّكر والإبداع . الراحة تصرف عنّا سموم الهموم ، فتبعث التجديد لخلايانا ونكتسب فوائد الصحة العقليّة والبدنيّة لنستقبل الطاقات الإيجابية الني تقربنا للوجود فتستشعر الواجد .
فتشوا عن راحتكم فتجدون أنفسكم وتنسابون مع كينونة الجمال في سبيل آمن يلبي احتياجات السكينة المرنة الفعّالة باليسر والصلاح . إذاً الراحة هي مفتاح السكينة للأنفس .
ولن نستغرب السؤال عن الحال والأحوال بعد التحيّة والسلام !.فليسأل كل فرد منا نفسه عن حالها ، هل هي مطمئنة ، ساكنة أم تتخبط في ضوضاء وما هو السبيل لراحتها لأنها أثمن الكنوز ؟!لا تفقد راحتك ولا تعيش الأمل ، بل ابحث عن الأفضل فالعمر قصير ، لقد أتيت الى الدنيا لتختبر وتتعلم ما هو الأفضل لهذه النفس فلا تظلمها لأنها المحرك والفاعل المؤثر في رحلتك نظرا لراحتها .سورة الفتح " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ".