ايمان أبو شاهين يوسف - 28 - 4- 2023
هذا الفارس الذي امتطى حصانه منذ براعم الطفولة، وسار رحلة الحياة شجاعا مقداما. يحرّر بقلمه صحاري الجهل ويمحو بممحاته الوان العنصرية والتعصب، فيرفع عاليا راية الانسان والإنسانية.
ولد الدكتور فارس حسن يوسف في السابع من اذار من العام 1948، وفي السادس من شباط من العام 2020 ترجل هذا الفارس عن حصانه ليصعد على جناح غيمة سحرية ويمضي مع الزمان غير المحدود، علّه يخترق نور الخلود ويصبح نورا ابديا يسير سير هذا الكون الذي لا ينتهي.
هو القدر الذي يحكمنا ولا حكم لنا عليه. يعرف حاضرنا ومستقبلنا ولا نعرف له وجود او حدود. يعمل في ظلمة المجهول ليرسم سيرة حياتنا وكل خطوة من خطواتنا، وفي النور يفاجئنا بما حضّر ورسم وخطّط. ثمّ يرافقنا كالظلّ الذي لا يفارقنا، متابعا سيرة حياتنا حدثا حدث منذ الولادة حتى الوفاة.
قدر الدكتور فارس ان يولد في " الماري"، هذه القرية الجنوبية التي اخذت اسمها الجميل من موقعها المميز في ذلك السهل الفسيح، حيث تمتد مترامية الاطراف منبسطة السطح، على امتداد هذا السهل السندسي الذي يمتزج لونه الأخضر مع كلّ الوان الطبيعة الزاهية فترتسم لوحة إلهية غاية في السحر والروعة.
وهذا السهل يمتد بدوره من جبل الشيخ شرقا، الى سهل الحولة في فلسطين جنوبا. يحدّه غربا مجرى نهر الحاصباني وبلدة الخيام، ومن الشمال سلسلة صخرية تقوم عليها مجموعة من القرى (كفرشوبا، كفرحمام، راشيا الفخار، وحلتا).
يعطي هذا السهل خيرات ومحاصيل متنوعة، تشكل المصدر الاقتصادي الأساسي لأبناء الماري ويضفي على هذه القرية السلاسة والبساطة التي تنعكس دفئا وصدقا وفرحا بين أبنائها الذين يعيشون عيشة الفلاح المكفي ويسلكون سلوك السلطان المخفي. لذا هم سعداء في معيشتهم، اعزاء في نفوسهم، أقوياء في إرادتهم.
في هذه القرية ولد الدكتور فارس حسن يوسف وبين ربوعها ترعرع ومن خيراتها اكل وشرب، وعلى محبة أهلها نشأ، وفي وسط عائلة طيبة تربّى. عائلة تجمع بالإضافة الى الام والأب أربعة عشر طفلا، خمس بنات وتسعة أولاد (صبيان)، وهو كان الولد الثاني في العائلة.
هذه العائلة كانت سعيدة في حياتها، مناضلة في سعيها، ملتزمة بمبادئ الدين وسلوكياته، فحصّنت ابناءها بالقيم الأخلاقية والمبادئ السامية وحفّزتهم على طلب العلم والمعرفة، فكانوا خير أبناء لخير عائلة ونجحوا جميعا لان القدوة والمثال كان مثالا صالحا.
تلقى فارس الطفل دروسه من الروضة حتى الصف الرابع في قريته الماري حيث كانت المدرسة تقتصر على غرفة واحدة تجمع كلّ الصفوف ويديرها أستاذ واحد، وكان يأخذ أجره من التلاميذ أشياء عينية كالزيت والقمح والبصل وغير ذلك.
في العام 1958 انهى التلميذ فارس الصف الرابع ابتدائي في قريته الماري، ولأنه يريد ان يكمل باقي الصفوف اضطر والده ان يسجله واخاه سليمان في مدرسة ببلدة الخيام. ولأن الماري لم تكن قذ وصلتها طريق السيارات في ذلك الوقت، كان على الوالد ان ينقله واخاه على ظهر الحصان الى المدرسة. وبسبب صعوبة الطريق ووعورتها خصوصا في ايام الشتاء حيث كانت مياه نهر الحاصباني ترتفع وعليه ان يقطعها للوصول الى الضفة الأخرى والمتابعة الى الخيام مما قد يعرّضه وولديه الى خطر الغرق في النهر بسبب مياهه الجارفة، لهذا قد استأجر لهما غرفة في الخيام حتى انهيا صف المتوسط الثالث عام 1962.
في العام 1963 انتقلا الى مرجعيون حيث اكملا دروسهما في كلية مرجعيون الوطنية بإدارة الأستاذ لبيب أبو غلميه ونالا الشهادة المتوسطة عام 1964 حيث حقق التلميذ فارس درجة جيد جدا ثم تابع في نفس المدرسة حتى البكالوريا قسم اول وشارك عام 1967 بمباراة في مجلس الخدمة المدنية لتعين أستاذ ابتدائي. فاز في المباراة وتم تعيينه في الهبارية قضاء حاصبيا. عام 1970 تمّ نقله الى قريته الماري بمطالبة جدية من اهلها، حيث استلم ادارة المدرسة وراح يعمل بجدّ ونشاط من اجل تطويرها وزيادة صفوفها ورفع مستوى النجاح فيها والتميّز في نتائج الامتحانات الرسمية، ومن ينهي من أبناء قريته المرحلة الثانوية كان الدكتور فارس يعمل على مساعدته لمتابعة تعليمه الجامعي او التوظيف.
في نفس الوقت الذي كان يعمل فيه الدكتور فارس كمدير لمدرسة الماري أولا ومن ثم انتقل الى إدارة متوسطة قرنايل الرسمية في المتن الأعلى قضاء بعبدا محافظة جبل لبنان بعد ان غادر الماري عام 1976 بسبب الدخول الإسرائيلي الى جنوب لبنان وإعلان دولة لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد. في هذه الفترة وبعد ان نال شهادة الموحدة السورية عام 1969 كان يتابع تعليمه الجامعي حيث كان يدرس الفلسفة وعلم الاجتماع، واستطاع ان يتابعهما معا حتى السنة الثالثة، ثمّ تفرغ لعلم الاجتماع حيث نال دكتوراه دولة في العلوم الاجتماعية عام 2001 حيث تعاقد على اثرها في الجامعة اللبنانية، ثمّ تفرغ في التعليم الجامعي عام 2008، وفي العام 2010 دخل الملاك الجامعي واستلم إدارة فرع كلية التمريض للجامعة اللبنانية في عين وزين- الشوف.
بين مرحلة التعليم الابتدائي والتعليم الجامعي عمل الدكتور فارس في التعليم الثانوي بين عام 1983 وعام 2008 والتدريب في دور المعلمين (عاليه، صور، مرجعيون، حاصبيا).
تميّز الدكتور فارس بطموحه وارادته الجبارة، بالموازاة مع تواضعه ومحبته الصادقة والمخلصة للناس وكل الناس. فقد كان متسامحا يرفض التعصب والعنصرية، مؤمنا بانه إبنا لكل الوطن وكل أبناء الوطن والإنسانية اخوانه. شارك بفعالية بكل ما له علاقة بالشأن العام بدءا من تأسيس جمعية تحمل اسم رابطة النهضة في الماري عام 1967 هو ومجموعة من شباب القرية، شعارها (تقدّم، محبة، تضامن)، هدفها العمل على رفع شأن بلدة الماري وتقدّمها من خلال مجموعة كبيرة من الاعمال.
في العام 1982 قام الدكتور فارس مع مجموعة من أبناء بلدة الماري المهجرين عنها بسبب قيام دولة لبنان الجنوبي، بتأسيس تجمّع يحمل اسم " تجمّع أبناء الماري " مركزه في مدينة عاليه من اهم أهدافه جمع شمل أبناء الماري المتواجدين خارجها وتقديم الدعم والتعاون والتنسيق بينهم في كل المناسبات.
شارك بفعالية مع جمعية هيئة أبناء العرقوب وانتسب الى حلقة الحوار الثقافي الناشطة على المستوى الادبي والثقافي في لبنان وكل العالم العربي. وشارك في تأسيس منتدى حرمون الثقافي الذي كان مميزا بدوره ونشاطاته التي تركت بصمتها في ذاكرة المواطنين. وانتسب لجمعية خريجي كلّية مرجعيون الوطنية التي كان من طلابها من هم في مراكز عالية في الوظيفة العامة ومواقع الشأن العام. كما كان عضوا في رابطة الأساتذة الجامعيين التي تميّزت بأهدافها ونشاطاتها. وشارك باللقاء الثقافي لأبناء حاصبيا الذي سعى لتنشيط العمل الثقافي الاجتماعي المتعلق بأبناء منطقة حاصبيا. كما شارك في المنتدى الثقافي الجنوبي الذي تميّزت نشاطاته على المستوى الجنوبي خاصة والمستوى اللبناني عامة، كما انتسب الى جمعية الكتاب اللبنانيين وكان ناشطا ومحركا فاعلا فيه.
ترشح للانتخابات النيابية مرتين، الأولى عام 1992 والثانية عام 2000 كممارسة لحقه في المشاركة في الشأن العام ومنها الانتخابات ترشحا وانتخابا. لكن ولأن الوطن لم يجهز بعد لأصحاب الفكر الحر والقرار الحر لم تتكلّل مشاركته بالنجاح.
في العام 2006 دعي للمشاركة في الاستشارات حول تعديل القانون الانتخابي مع النائب والوزير السابق فؤاد بطرس المكلّف من رئيس الوزراء فؤاد السنيورة للقيام بهذه الاستشارات، وذلك بناء على مقالات عديدة نشرت للدكتور فارس في الصحف حول هذا الموضوع، وكان قد طرح فكرة النسبية الزمنية في الانتخابات النيابية. وشارك أيضا مع العميد فؤاد أبو زكي في مناقشة تعديل قانون انتخاب المجلس الذهبي الدرزي ومشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز حيت كان له ملاحظات عديدة وجوهرية واهما ابعاد هذه الانتخابات عن هيمنة السلطة السياسية ومراعاة المشاركة المتوازية لجميع أبناء الطائفة ومن كل المناطق.
للدكتور فارس عدد من الأبحاث الجامعية منها:
1- الوقاية من الانحراف عبر التربية المدنية في المدارس – 1979
هو بحث لنيل الجدارة في العلوم الاجتماعية بإشراف الدكتور مصطفى العوجي، تناول مفهوم الانحراف، اشكاله، أسبابه في الجريمة، والوقاية منها عبر التربية المدنية والأخلاقية.
2- مبادئ في التعليم 1980
بحث دبلوم في العلوم الاجتماعية يقسم الى بابين:
الباب الأول: يحمل عنوان (قسم التثقيف التربوي)، يتألف من أربعة فصول:
أ – قوانين وأنظمة مدرسية.
ب – علاقة المدرّس بمحيطه.
ج – مفاهيم وقضايا تربوية.
د – علم نفس تربوي.
الباب الثاني: يحمل عنوان (القسم التطبيقي)، ويتألف من ثلاثة فصول:
أ – تحضير الدروس.
ب – وسائل الايضاح.
ج – مراحل شرح الدرس.
د -تصحيح وتقييم الفروض.
واعتمد هذا البحث على عدد كبير من المراجع المتعلقة بهذا الموضوع.
3- دينامية الاستثمار الزراعي في بلدة الماري – 1988
بحث دبلوم دراسات معمقة في علم الاجتماع تناول القطاع الزراعي في الماري- حاصبيا – قضاء النبطية، المساحات الزراعية، الوسائل والأدوات الزراعية، أنواع المزروعات، نسبة المحاصيل والبيانات الإحصائية.
4- مكونات الثقافة الشعبية في وادي التيم2001
أطروحة دكتوراه في علم الاجتماع، تناولت جغرافية وادي التيم (الطبيعية، السكانية، السياسية والإدارية)، كما تناولت التحولات التاريخية خلال الف سنة، مع تعريف الثقافة الشعبية، اشكال التعبيرات الشعبية وتجلياتها في وادي التيم، العلاقات العائلية والاقتصادية، التقاطع في المظاهر والتعبيرات بين وادي التيم والمناطق الأخرى...
وكان له عدد من الدراسات والكتب منها:
1-النسبية الزمنية في اقتراحات انتخابية 2012
على الرغم من الجدل القائم بين اللبنانيين حول القانون الانتخابي فإنه لم ولن يصل الى نتيجة قادرة على بناء وطن، وذلك بسبب المادة 24 من الدستور الموروث عن الاستعمار الفرنسي بروحيته وأهدافه. هذه المادة التي وزّعت المقاعد النيابية على الطوائف بطريقة تجعل من الاستحالة احتساب النسبية في الدوائر الصغرى. لهذا جاءت هذه الدراسة لتضع اقتراح قانون انتخاب يقوم على النسبية الزمنية لولاية مجلس النواب. علّنا نصل لشيء من العدالة الاجتماعية التي تنصف جميع أبناء الوطن حتى يشعروا ولو بشكل بسيط بمواطنيتهم المفقودة.
2- كتاب وادي التيم الشعب والثقافة 2013.
عدد صفحاته 434 صفحة. يبدأ بتوطئة ثمّ إهداء وبعدها مقدمة قبل البدء بمعالجة الموضوع الرئيسي.
موضوع الكتاب مقسّم الى أربعة أبواب، موزّعة بدورها الى فصول.
الباب الأول: مورفولوجيا وادي التيم.
الباب الثاني: الثقافة الشعبية واشكال تعبيراتها في وادي التيم.
الباب الثالث: مظاهر الثقافة الشعبية في وادي التيم.
الباب الرابع: خلاصات وتقاطعات مع مناطق لبنانية أخرى.
3- المعاني الغنية في الامثال الشعبية 2013
صحيح ان عنوان هذا الكتاب ليس بجديد إنما هو جديد بأسلوبه وفي عرضه وصياغته. يحتوي هذا الكتاب على 234 صفحة. قدّم له الدكتور فريدريك معلوف، وكتب المدخل الدكتور زاهي ناضر.
يتألف هذا الكتاب من مقدمة وفصلين:
الفصل الأول يضم ثلاث مواضيع:
ا- مفهومه، - أهميته، - وموقعه من الثقافة الشعبية.
ب - وظائف المثل الشعبي.
ج – ميزاته وخصائصه.
الفصل الثاني: يتناول ميادين المثل الشعبي ومعانيه ومدلولاته، يتألف من إثني عشرة ميدانا.
4 – مجلة صدى حرمون:
اسّس الدكتور فارس مجلة صدى حرمون عام 1989 وكان هو صاحبها ورئيس تحريرها، وكانت زوجته الأستاذة ايمان أبو شاهين المديرة المسؤولة، اما الهيئة الاستشارية فكانت تتألف من(الدكتور محمد أيوب الشحيمي، الدكتور نديم دعكور، الأستاذ سعيد مرداس، الأستاذ سمير عقل، الأستاذ اديب علّود، الأستاذ مالك أبو فاعور)
هذه المجلة التي كتب فيها نخبة من كتّاب وأدباء المنطقة (مرجعيون – حاصبيا) كانت قد ظهرت كمصباح مضيء في ظلمة ليل هذه المنطقة التي كان يطلق عليها تسمية الشريط الحدودي بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي عمل على انشاء دولة لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد. هذه المجلة حاولت ان تبعث بشيء من الامل في نفوس الناس متجاوزة المعانات مبشّرة بعودة الوطن الى أحضان أبنائه.
للدكتور فارس مشاركات عديدة في الصحف منها المقالات التربوية والقانونية ومنها الدراسات للمشاريع القانونية التي تتعلق بالانتخابات النيابية والبلدية ومشيخة عقل الموحدين الدروز ومجلسهم المذهبي ومواضيع اجتماعية وثقافية وتراث وغيرها من المواضيع....
كما له مشاركات إذاعية وتلفزيونية عديدة حول الثقافة الشعبية والتراث الشعبي. وحول الانتخابات والتعديلات القانونية. وايضا حول حاجات منطقة حاصبيا والمصاعب التي تواجهها وخصوصا على مستوي الطبابة والتعليم، حيث والى الان لا يوجد في هذه المنطقة على الأقل فرع من فروع الجامعة اللبنانية. كما لا يوجد مستشفى تلبي حاجة المواطن الحاصباني خصوصا الحالات التي تستدعي العمليات الجراحية الدقيقة.
للدكتور فارس أيضا محاولات في العمل الإعلامي حيث أسس مجلة "صدى حرمون " التي صدرت عام 1989 واستمرّت حتى عام 1991 وكان هو صاحبها ورئيس تحريرها وبإدارة زوجته الأستاذة ايمان أبو شاهين يوسف، والهيئة الاستشارية (الدكتور محمد أيوب الشحيمي، الدكتور نديم دعكور، الأستاذ سعيد مرداس، الأستاذ سمير عقل، الأستاذ اديب علّود، الأستاذ مالك أبو فاعور)
هذه المجلة المتواضعة كتب فيها نخبة من كتّاب وأدباء المنطقة (مرجعيون – حاصبيا) وكانت قد ظهرت في تلك الفترة كمصباح مضيء في عتمة تلك المنطقة التي أُطلق عليها آنذاك اسم منطقة الشريط الحدودي بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي.
ساهم الدكتور فارس في الكثير من المؤتمرات واللقاءات الثقافية- الأدبية، كما شارك في إدارة العديد من المؤتمرات والندوات وقد افتتح احد الاحتفالات بالقصيدة التالية:
انا الجنوبي
كلٌّ مناّ يسأل؟
اين انا من هذا الوطن؟
ومن قال بأني الضحية؟
انا الجنوبي
لم أكن من معذّبي الأرض كما ارادوني
بل كنت وسأبقى انا الأرض وانا القضية.
انا الجنوبيّ
لم اكن الطعم ولا السمكة
بل انا البحر وانا اصل الهوية
انا الجنوبيّ
لم اكن هامشا في الوطن كما رسموني
بل انا قلب الوطن وعلى الأعداء عصيّة
انا الجنوبيّ
لم اكن ورقة تمرّر من تحت الطاولات
بل انا كل الكتاب وحروفي دوماً أبيّة
انا الجنوبيّ
انا الريح العاصفة والنسيم النقيّ
انا كل الوطن ورايته العليّة
انا الجنوبي
مني تؤخذ الدروس والعبر
وهي بالبطولات غنيّة
انا كلّ الوطن وكل الطوائف
وانا من يرفض الطائفية
انا الجنوبي
انا الدَمُ الحرُّ في وطني
وخطواتي هي السويةّ
انا الجنوبي
وانا كلّ القضية.