الحبّ أسطورة تناقلتها القلوب على مر العصور


ميرا المصري  - 8- 2- 2022

 الحبّ أجمل المشاعر الإنسانيّة وأساس أجمل العلاقات الّتي تصل بين البشر ، صلّة الوصل بين الأمّ وأبنائها ، بين الزّوج وزوجته، جامع الأصدقاء ، دافع العبد ليعبد ربّه . فمن دونه تزول العلاقات ولا يبقى سوى الكره قائمًا .

 ما هو الحبّ؟

 الحبّ هو ان تفضّل الآخر حتّى على نفسك ، أن تتمنّى له الخير دون أيّة مصلحة ، هو أساس بعض الرّوابط كالأمومة ، الأبوّة ، الأخوّة ، القرابة ، الزّواج … هو أصل الحياة ووصلها. الحبّ بمثابة الطّاقة الّتي نحتاجها لنتمكّن من الحياة ، فلا حياة من غير حبّ ، ولا حبّ من دون حياة . والتّاريخ سجّل العديد من القصص الخالدة ، الّتي تذكرها الأجيال كقيس بن الملوّح وحبيبته ليلى ، روميو وجولييت ، كليوبترا وأنطونيو . وتغنّى الشّعراء به ، وقال نزار قبّاني في أحد قصائده :

 يُقَشِّرُني الحبّ كالبرتقالة   يفتح في الّليل صدري

ويتركُ فيهِ              نَبيذًا وقمحًا وقنديل زّيْت

وللحبّ أنواع عديدة : 

-الحبّ العفويّ الّذي يظهر عند المراهقين ، هو الشّعور بالطّمأنينة والسّعادة لكلّ ما يحيط بهم من أفراد . 

-الحبّ الصّامت ويقصد به حبّ المراهقين ، وبهذه المرحلة تكون المشاعر بريئةوكثيرًا ما يتحوّل إلى حقيقيًا . 

-الحبّ الأنانيّ وهو قائم على المصلحة الشّخصيّة بحيث لا يبالي أحد الطّرفين بسعادة الآخر.

 -الحبّ الشّهوانيّ وهو الحبّ القائم على إشباع كافّة الرّغبات الجنسيّة . 

-حبّ الأصدقاء ويسمّى بالحبّ الأخويّ . 

-حبّ الذّات وهذا النّوع إمّا يكون صحّيًّا أو يدمّر حياة الشّخص ، فقد يصل هذا الحبّ إلى الغرور ويؤدّي إلى دمار الشّخص .

 -حبّ الّله وهو أسمى أنواع المحبّة ، هو محبّة العبد لربّه دون طلب حاجة ، هو الّذي يقود للجنّة . فحبّ الّله يعلو على كل حبّ ، فليس قبله حبّ أو بعده. 

ختامًا الحبّ جوهرة الحياة ، يتلخّص بالوفاء ، الأمانة ، الصّدق ، الإهتمام ، الحنان والثّقة . فبغياب هذه العناصر لا يكون للحبّ قيمة ومعنى .

فالحبّ أسطورة تعجز البشريّة عن إدراكها إلاّ لمن صدق في نطقها . 

فهو شريان الحياة لكيان الإنسان .