الحاوية والسيد ...

احسان بو هدير - 8-9-2021


ليل اخر وعتمة وقهر وطن، ارواح مشردة
تبحث عن رغيف يسد الرمق قبل الموت بلحظة وذكريات عن وطن كانت
تنظر عيناه
لركن قريب من الحاوية اضواء تلمع
موسيقى صاخبة وتقديسات
ورش للمال المنهوب على راقصة الكازينو
وبضع طلقات تحية لذاك السيد
لذاك البطل
ينطفئ نور عينيه اكثر ويزداد الصخب هناك اكثر
وتزداد الصيحات اكثر والتحيات اكثر
فذاك السيد
احد ابطال الوطن
هكذا قالوا المنتفعين من بقاياه ، لا يفارق سلاحه ولا يخلع جعبته
لكنه كل يوم في الكازينو يرش المال و يطعم الانذال
ما رآه احد في الجبهة لكنه السيد في منطقته
السيد في سرقاته ، السيد في عنترياته
والكل يعلم انه لص خلف الجبهة و مرغما يصمد
يرش و يرش ماله المنهوب من رغيف الوطن المتداعي عند تلك الحاوية

 يخفت النور بعينيه اكثر ويزداد وميض الكازينو اكثر و صخب الكازينو اكثر


في وطني
يعيش السارق حياة الملوك
وخراف منطقته قد يكفيها ما يخلفه من بقاياه في تلك الحاوية
ففي كل منطقة بوطني سيد وحاوية
بجانبها كل لحظة فقير يقضي
وجندي يموت
وحارة تباع
ليزداد السيد ثراء و بطش....
.
خدعوك متملقيك يا وطني ورقصوا على انغام الاغاني الوطنية و الشعارات ضاحكين منك وعليك
اذكر جندي شريف قال
وطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه
اما هم فقد علموا ان الوطن غالي فباعوه
خربشات مؤلمة على جدران وطن تنهشه الضباع ويتاجر به الكلاب و يخان شعبه وشرفاءه على يد التجار و السارقين
والمارقين وكلهم من المنظرون بالوطنية ليحققوا نبوءة ناجي العلي حين قال :
اخشى ما اخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر