التّعليم رسالةٌ، وليس مهنةً!

بقلم الشاعرة والكاتبة والصحافية الدكتورة صونيا الأشقر
معظم الأهالي يعانون من الأقساط المدرسيّة الباهظة الثّمن بسبب الأزمة الاقتصاديّة وقلة فرص العمل، مع العلم أنّ الحلّ موجودٌ وبسيطٌ للغاية!سؤالي لكم يا أهلنا الكرام، لمَ تشتكون من الغلاء الفاحش الّذي تفرضه عليكم المدارس الخاصّة؟ فيما نراكم تتهافتون على مدارسها ظنًّا منكم أنّ أولادكم سيحصلون على تعليمٍ أفضل من تعليم المدارس الرّسميّة، وهنا أشير إلى أنّ المدرسة الرّسميّة هي التي تمتاز بأهليّة التّعليم الّذي يوصل إلى النّجاح في الشّهادات الرّسميّة بكلّ ثقة، لأنّ العلم في المدارس الرّسميّة يمتاز باختصاصٍ يوظّف في خدمة تلاميذنا الأحباء.

أيّهما الأفضل، أن يتعلّم ولدكم بمدارس رسميّةٍ لا تفرّق بين الطّبقات الاجتماعيّة، حيث يكون الولد مرتاحًا نفسيًّا، أوعند أوّل يوم دخولٍ له إلى المدرسة الخاصّة، تبدأ عمليّة المطالبة بضرورة دفع " القسط" وإلا عقابه الطّرد المبرم! ألا تخافون من  الوضع النّفسيّ المتعب الّذي سيعاني منه ولدكم؟ والسّؤال بعد ذلك كيف سيكمل عامه الدّراسيّ؟ 

انطلاقًا من هذا الواقع المرير، نقول لكم، لماذا لا تتعاملون مع المدارس الرّسميّة من أجل مصلحة أولادكم، من النّاحيّة النّفسيّة والماليّة، أي عندها لا يكون هناك من تفرقةٍ بين التّلاميذ، ألا تظنّون بأنّ عطاء أولادكم في المدارس سيكون أفضل؟ وبالتالي الأقساط الباهظة التي تُدفع عليهم، قد يمكنكم توجيهها صوب الأمكنة التّرفيهيّة التي تريح أنفسهم، أو إلى السّفر ولو لمرّةٍ واحدةٍ في كلّ عامٍ، أو إلى تسجيل أولادكم في أنديّةٍ رياضيّةٍ تجعلهم من رابحي الجوائز، وفي ذلك الأهمّ، راحة بالكم أنتم، يا أيّها الأهالي الأفاضل.

وفي هذا السّياق نذكّركم بأنّ عباقرة التّاريخ والأدباء والفلاسفة كلّهم من خرّيجي المدارس الرّسميّة! وتأوتون أنتم عند كلّ بداية عامٍ مدرسيٍّ جديدٍ بطرح الشّكاوى والمعاناة التي لا تقهر بسبب ارتفاع الأقساط المدرسيّة.

حاولوا زرع الثّقة بالمدارس الرّسميّة، إذ ذاك تلين حياتكم اليوميّة بعدما يتحوّل همّ الأقساط إلى عيشٍ مرّفّهٍ سيحصل عليه أبناؤكم عند تحقيق كلّ طلباتهم من دون أيّ منّةٍ أو ربح جميل.

ألا تعتقدون أنّ هذا المسلك إذا اعتمدتموه في حياتكم عند بدء كلّ سنةٍ مدرسيّةٍ جديدةٍ سيؤدّي بكم إلى الهدوء النّفسيّ الّذي يساعدكم في حياتكم العمليّة؛ ففي ذلك، لا بدّ أن يغمر الفرح والضّحك والطّمأنينة في داخل المنزل والأسرة، بعدما يتحوّل جحيم الأقساط إلى نعيمٍ يعمل على فرح الولد في التّعليم والتّعلّم بكلّ طيبة خاطرٍ ورضى النّفس، لأنّ همّ "الفخفخة والعنطزة" أصبحتا بعيدتا المنال عنهم ، عندها يصبح المثل اللّبنانيّ سيّد الموقف قائلا: "ما حدا أحلا من حدا"

الجدير ذكره أن الدكتورة والصحافية والكاتبة صونيا الأشقر كُرمت من قبل  المنظمة العالمية لحوار الأديان والحضارات "الأويسكو"  كما قُلدت الوسام الذهبي.