السويداء -سهيل حاطوم -23-7-2021
كشف رئيس وفد المعهد العالي للتقنيات الحديثة في جامعة الصداقة الروسية البروفيسور /سليم محمود الحلبي / أن العمل جار حالياً لإنجاز دراسة الجدوى الاقتصادية لإقامة مصنع ضخم ومتكامل لصهر البازلت في محافظة السويداء وذلك من قبل خبراء ومختصين من الجامعة، مبينا أن الدراسة ستكون جاهزة من قبل جامعة الصداقة الروسية خلال الأشهر القليلة القادمة لتنفيذها على أرض الواقع وبما يؤسس لمرحلة جديدة في اقتصاد المحافظة ومستقبلها وبدعم روسي.
وأوضح البروفيسور /الحلبي / ابن محافظة السويداء أن هذا المشروع الهام الذي من شأنه توفير آلاف فرص العمل وخلق تنمية حقيقية في المحافظة، تم طرحه خلال زيارته مؤخرا للسويداء برفقة الخبير في الهندسة الجيولوجية والتطبيقية البروفيسور /ألكسندر بوغروفيتش / ،حيث التقى محافظ السويداء وعددا من المعنيين في الاستثمار والتنمية في المحافظة.
وبين /الحلبي / أنه تم خلال اللقاء مع محافظ السويداء بحث إقامة مشاريع تنموية عديدة ذات أهمية كبيرة للاقتصاد السوري، من بينها ثلاثة مشروعات.. المشروع الأساسي فيها إقامة مصنع لصهر البازلت ضمن برنامج إعادة إعمار سورية، وثانيها مشروع لتوظيف الغيوم للحصول على الأمطار للمناطق الزراعية، وثالثها تنفيذ مجسم الكتروني لآثار المحافظة بما يسهم في الحفاظ عليها والترويج لها، لافتا إلى وجود دراسات جاهزة لدى جامعة الصداقة الروسية يمكن تطبيقها في المحافظة على شكل معامل ضخمة من شأنها أن تساهم في إحياء المنطقة وتشغيل الأيدي العاملة وتوظيف الخبرات الوطنية داخل البلد وتشجيع المستثمرين على الاستثمار في سورية.
ولفت /الحلبي/ إلى أن أبرز مبررات طرح مشروع مصنع لصهر البازلت تتمثل بأن مادة البازلت موجودة ومنتشرة في السويداء والمنطقة الجنوبية من سورية عموما وبكميات هائلة، ما يجعل توظيف البازلت للاستخدامات في المجال الصناعي وحتى الطبي يوفر إمكانيات كبيرة جدا وبأقل التكاليف وبما يعود بالفائدة على سورية ، بالإضافة إلى أن البازلت يعتبر مادة متينة جدا وقوية وعازلة ومنتجاته من القضبان وسواها خفيفة وأمتن من الحديد المعروف، مبينا أن استخدام البازلت لاحقا وتوظيف منتجاته يخلق مجال استثمار جديد في المحافظة عبر استخدام مواد أولية محلية متوفرة بكثرة، ويساهم أيضا في استصلاح الأراضي الزراعية نتيجة الاستفادة من الحجارة البازلتية فيها.
وأضاف /الحلبي/ ..نحن جاهزون للتنفيذ على أرض الواقع وبالاستفادة من التقنيات الحديثة والخبرات الروسية في هذا المجال، مع العمل على استقدام الآليات الثقيلة اللازمة لمرحلة التنفيذ من روسيا التي يمكنها أيضا أن تساهم في تسويق المنتجات الناتجة عن هذا المصنع الذي سيضمن العديد من خطوط الانتاج ، لافتا إلى أنه سيتم العمل بعد إنجاز دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع لإقامة ملتقى في محافظة السويداء للمستثمرين الراغبين في الاستثمار بهذا المصنع بموجب أسهم بحيث يتم التركيز على الاستثمار الوطني بالدرجة الأولى.
كما لفت /الحلبي / إلى أن الاستفادة من هذه الثروة في الصناعات الثقيلة وتوطين مثل هذه الصناعات في منطقتنا التي تحتوي على ثروة طبيعية كبيرة يمثل مشروعا عملاقا بكل المقاييس وسيوفر البنى التحتية اللازمة من شبكات الطرق وأعمال السكك الحديدية المزمع إنشاؤها وأنابيب نقل المشتقات النفطية والكيميائية وسواها ، وبما يحقق الجدوى المأمولة للحضور الاقتصادي المطلوب لهذه الثروة الواعدة التي ظلت بعيدا عن الاستثمار الاقتصادي والصناعي الحقيقي .
وكان محافظ السويداء قد أشار إلى سعي المحافظة لتوجيه الأنظار للثروة البازلتية التي تمتلكها وتطوير آلية استثمارها واستخداماتها في تصنيع الصوف الصخري والانابيب البازلتية والحديد الصخري والسترات الواقية من الحرائق، مؤكدا أن المحافظة جاهزة لتقديم كل التسهيلات والخدمات الإدارية وسواها وتوفير المناخ الاستثماري المناسب في ظل توجه حكومي في هذا المجال.
يمتلك الحجر البازلتي مواصفات عالية من ناحية الوزن إلى جانب مقاومته للعوامل الجوية نظرا لعدم احتواء مصهوراته على فراغات هوائية ، ومقاوم أيضا للحريق لعدم قابليته للاحتراق، ومقاومته كذلك للعوامل الكيميائية كالاحماض والقلويات والرطوبة والسحق والاهتراء و التآكل الميكانيكي بسبب قساوته العالية، وهو عازل حراري وكتيم تماما بالنسبة للسوائل وقابلية امتصاصه معدومة عمليا، حيث تعطي كل هذه المزايا مجتمعة للمصبوبات البازلتية صفة الديمومة والعمر الحسابي يفوق ال 100 عام.
وللبازلت أيضا استخدامات متنوعة وكثيرة فهو يستخدم في عملية اكساء الأبنية وفي جميع مراحل الأبنية المعمارية بكل المعايير والمقاسات، حيث يشكل المكون الرئيسي لبنية مدينة السويداء القديمة التي أثبتت قدرتها على المقاومة وعدم التأثر بالعوامل الطبيعية لآلاف السنين، إضافة لاستخدامه في صناعة السيراميك المقاوم وبلاط الأرضيات بعدة أشكال هندسية وزخرفات ورسوم خاصة، وفي جدران المباني وتنفيذ الطرقات داخل المدن والأرصفة، وفي أنظمة العزل وفي إنتاج الزلط والرمل وفي الردم وصناعة الاسمنت وفرش الطرق وغيرها من الاستخدامات.
كما أن البازلت المصنع يستخدم أيضا في صناعة أجزاء تجهيزات عالية الحرارة وأنابيب نقل كيماويات خاصة والمشتقات النفطية ومعامل السماد ومياه الصرف الصحي وسواها، وأنابيب نقل الكوك وخلطات الزجاج، بالإضافة إلى إمكانية استخدام المصبوبات البازلتية على شكل كرات لطحن حجر الكلنكر في معامل صناعة الإسمنت، وكذلك إمكانية استخدامه في الإنشاءات من خلال تقوية الأنفاق والخرسانات، فيما يمكن استخدام الصوف الصخري الناتج عن حجر البازلت كعازل في كل أنواع السفن وأرضيات وجدران الهياكل الأخرى المنشأة في البحر بسبب مقاومته العالية للحرارة، واستخدامه أيضا للعزل في أبواب الحرائق وغرف المرجل والمكيفات وقنوات غازات المداخن والخزانات .
ويتوفر الحجر البازلتي بشكل واسع وكبير في المنطقة الجنوبية من سورية وفي محافظة السويداء على وجه الخصوص ،حيث يتواجد على سطح الأرض بأحجام مختلفة تتراوح بين المتر وعدة أمتار، وانتشرت في الأعوام الأخيرة الماضية معامل عديدة لقص ونشر الحجر البازلتي الذي أصبح يستخدم بشكل واسع في أعمال الاكساء الخارجي للأبنية المختلفة، حيث يلقى إقبالا كبيرا داخل سورية وخارجها، الأمر الذي يجعل من الحجر البازلتي ثروة واعدة وفضاء رحبا للاستثمار.
الجدير ذكره أن فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بالسويداء نفذ في عام 2016 تجربة هي الأولى من نوعها على مستوى سورية تمثلت باستخدام الحجر البازلتي ضمن الخلطات الاسفلتية في أربعة مقاطع على طريق عام دمشق السويداء.
#OpineDigest
#مجلة_الرأي_الآخر_الإلكترونية