الشيخ مكرم المصري - 13 - 8- 2022
التجارة هي من مهن العرب التي عليها معاشهم ومعادهم وأكثرهم اشتغالاً فيها هم الحضر. وقد ضرب اليمنيون يسهمٍ صائب في أمر التجارة وتعاطوا هذه المهنة زمناً طويلاً لوفرة معاشهم ولما في بلادهم من الخصب والرخاء، والذخائر المتنوعة والمعادن الجيدة وغير ذلك من أسباب الثروة والغنى. وكان لهم مراكب بحرية لنقل تجارتهم من الهند والعجم والحبشة. وقد مضى على اليمنيين زمناً كانت تجارةة بلاد العرب في أيديهم.
أما مملكتي بطرا وتدمر كانتا مراكز تجارية لبلاد الروم وسورية ومصر وأنحاء جزيرة العرب اذ كان لهما الحظ الأوفر والمقام الأسمى في عالم التجارة في الشرق.
كذلك الحال في الحيرة فقد كان لملوكها المناذرة لطيمة يرسلونها الى أسواق العرب لتباع ويشرى لهم فيها من حاصلات البلاد العربية وغيرها.
كان حضر القريشيين يتعاطون التجارة ، فكان لهم رحلتان تجاريتان رحلة الأول في الشتاء الى اليمن والرحلة الثانية في الصيف بصرى من أرض الشام. وكانت التجارة العربية في زمن الجاهلية تتاجر مع بلاد الهند والصين براً وبحراً ومع الفينيقيين عن طريق الحجاز براً بواسطة القوافل وقد نجحت في عهد سيدنا سليمان عليه السلام. ومن أهم مواد التجارة عند العرب كانت الأحجار الثمينة التي كانوا يجمعونها من الجبال واللؤلؤ كان يستخرج من خليج عمان، والطيب والبخور والمنسوجات الحريرية والمرجان والعقيق والذهب والفضة والقطنيات والصوف والجلود المدبوغة كان يقام لهم أسواقاً مؤقتة وخاصة تشبه المعارض في يومنا هذا.
إستعمل العرب عملة السكة وهي النقود التي كان العرب يتداولونها في شراء حاجياتهم. كانت النقود عند العرب الأنباط مشهورة ينقشون عليها أسماء ملوكهم ولكنها اندرست وظل العرب قبيل الإسلام يتعاملون بنقود الفرس والرومان وهي الدراهم والدنانير.
فقد كان الدينار عبارة عن قطعة من الذهب، والدرهم قطعة من الفضة.