طارق نصر الدين - 2- 5 - 2022
زاوية كلمة ومصطلح
إخوتي وأخواتي قراءَ "مجله الرأي الآخر" الأعزاء، سنتطرق اليوم في زاويتنا كلمه ومصطلح إلى مصطلح جديد يُطلَقُ عليّه «الابستومولوجيا»، فماذا تعني هذه الكلمة شكلاً وجوهراً؟
دعونا معاً نشرحها ونضيء الضوء عليها لنستفيدَ ونستزيدَ من المعرفة واللهُ وليّ التوفيق.
((epistéme lógos ))وهي أصلُ مصطلحِ الإبستيمولوجيا،مصطلح "epistéme وlógos" وهي مشتقةٌ من اللغةِ اليونانيةَ وتعني: إيبستمي أي المعرفةَ الحقةَ أو المعرفةَ العلمية، ولوجيس أي النظرية أو البحث وإذا جمعنا الكلمتين تكون نظرية البحث العلمي لفلسفة العلم.
«نظريةُ المعرفةِ الحقةَ أو نظرية المعرفة العلمية»،
وقد ظهرَ مصطلحُ الابستومولوجيا في مطلعِ القرنِ الحالي حيثُ استخدِمَ للدلالةِ على فلسفهِ العلمِ أو التحليلِ الفلسفي لهُ.
ومن ثمَ اتسعَ مدلولُ المصطلحِ على يدي أنصار ِ "فلسفه الوضعية الجديدة"، والذين يذهبونَ إلى أن المعرفةَ التي يتعذرُ التحققُ العلميُ أو التحليل العلمي من خلالها، يَصعبُ دراستها بشكلٍ وضعي خارجَ عن الطبيعة، وبالتالي الابستومولوجيا إنما هي مفهومُ التحققُ العلمي للظاهرةِ العلميةِ من وجهةٍ فلسفيةٍ تدرسُ العلمَ الوضعي، و وتقول الابستومولوجيا إن لم يكن البحث العلمي للوعي المعرفي من خلالِ وسائلَ علميه حقيقية واستدلال معرفه اعتمد على العلم يظل غامضاً وضبابياً "عندهم"، وهو ما يطلقون عليه بالمعرفة الميتافيزيقية وحسب نظره الوضعية الجديدة انه إنشاء فلسفي لا يستند على الملموس المادي حسب تعبيرهم، ولذا يجب طرحها جانباً عن دراسة الفلسفة بشكلٍ عام.
وعليه فان مفهوم الغنصلوجيا الذي يدرس المشكلات العامة لعمليه المعرفة وأصل المعرفة بشكل وجودي، بما هي كذلك يجب إن يستبعد هو الآخر تبعاً لاستبعاد الفلسفة التقليدية الميتافيزيقية أو فلسفة ما وراء الطبيعة، وأن يُستبدلَ بنظريه تَدرسُ وعيَ العلمِ تجاه الواقعِ وتحليلِ المعرفة العلمية اليقينية.
ومن هنا جاء اختيار مصطلح الابستومولوجيا ليدلنا على منهج المعرفة العلمية لدراسة الوعي الفكري ولكن مثل هذه التصورات عن العلاقة بين الابستومولوجيا و الغنصلوجيا لا تعكس القضية بشكل واضح .
حيث أنهما ليس متناقضين وليس لديهم نفس الأطروحات، ففلسفة العلم الابستومولوجيا تدرس المعرفة العلمية البشرية، ولا تدرس المعرفة المطلقة التي تفيض من الوعي الكوني حسب الميتافيزيقيا.
ذلك إن الغنوصولوجيا تعنى بالمستويات الشاملة العامة من المعرفة البشرية أي تتحدث عن المعرفة الوجودية الشمولية هي نظرية المعرفة الشمولية حول المعرفة الفلسفية حيث تندرج المشكلات المنهجية العامة للمعرفة العلمية على التحليل الملموس للوعي الفلسفي بطريقته الوضعية أي دراسة الوعي الفلسفي على حركه الفكر العام بشكل مباشر وليس بالقضايا المطلقة فان الابستومولوجيا إذ تبحث في ميدان المعرفة العلمية لا تلغي الغنصلوجيا وإنما تؤكد أهميتها وضرورتها وغالبا ما ترد الابستومولوجيا في الأدبيات الفلسفية الغربية المعاصرة إلى دراسة الأبحاث الفكرية المحضة لطبيعة العلم وفلسفه العلم.
ومع اللقاء القريب في كلمة جديدة ومصطلح آخر كل المودة لقراء مجلتنا الكرام.