الإعلام الإلكتروني «Electronic Media» بين الواقع و التخبيص

رهف عمار - 18-6-2021

استطاع الإعلام الإلكتروني في البداية من تحويل الكون إلى قرية صغيرة أخبارها متداولة بشكل يومي على ألسنة البشرية، والفلاتر لم تنجح بإخفاء تفاصيلها الصغيره. و لا شك انه أصبح اليوم بمثابة "كونترول" متحكم بعقولنا وعواطفنا البشرية في أغلب العالم وخاصة العالم العربي.
وهو عملياً يعتبر الجانب الإيجابي من التكنولوجيا لجعلنا على إتصال مباشر بالحدث و اختصار المسافة والزمن بحيث يمكننا الإطلاع على أهم الأخبار والمستجدات في العالم إضافة لتبادل الثقافات حيث لم يعد حكراً على السفر فقط والكتب الورقية ثقافات المجتمعات الخارجية .
و هو كغيره من الوسائل الإعلامية له أخلاقيات وخصائص ومسؤوليات و لا يخول أي فرد للعمل به دون إطلاع كامل على مكنوناته و مخاطره و القدرة على الفصل بين الرأي والحقيقة.



سلبيات تنتهي بكوارث:
بعض المواقع والصفحات لا تخضع لرقابة وإشراف بحيث يتم التلاعب بالعقول من خلال نشر الأخبار الكاذبة والتأثير على العاطفة للتصديق فكما يقال ” أسهل طريق للخداع الحرب النفسية على العواطف”. 

فأصبح هذا النوع من الإعلام الإلكتروني يسير الأشخاص وفقاً لمصلحته سواء كان الهدف مادي أو معنوي تخريبي لإثارة الفتنة، وخاصة صفحات التواصل الاجتماعي الغير رسمية وتصنف نفسها ضمن الإخبارية بحيث جعلت شخص لا يمتلك أدنى مقومات الثقافة والأخلاق ينشئ صفحة إخبارية ويتداول بها أكاذيب وخدعات تؤثر بالإنسانية ونتيجة لذلك يثير بلبلة وفوضى في الواقع وخاصة في مجتمعاتنا العربية. ربما تكون هذه الصفحات فردية أو لمجموعات هدفها التضليل و التعتيم عن حقيقة ما بصرف الانتباه لأمور أخرى قد تكون سياسية أو إقتصادية وغيرها..
ومن ناحية ثانية ومنتشرة بكثرة حاليا الصفحات الفنية المتخصصة بتشويه الشخصيات المشهورة والتاريخية لايباب مختلفة ويديرها أقزام في الثقافة ومتخصصين للاسف في العالم الإلكتروني، اضافة الى صفحات المعلومات الطبية والإستشارات حيث بعضها إنتهى بكارثة على بعض الأشخاص فهذه الصفحات لا تنتمي لمراجع علمية حقيقية أو مصدر إعلامي رسمي أو مطلع. تنويه: لا تقارن الإستشارات الطبية بمعلومات إلكترونية غير واضحة المصدر.


سلوكيات إيجابية:

جميع الوسائل الإخبارية المتطورة لا يمكنها إلغاء الصوت والصورة فأصبحت على إتصال مع الراديو والتلفزيون وأثرت إيجابا في انتشارها من خلال الحملات الإعلانية. و الإعلام الإلكتروني اليوم اختزل مشكلة الوقت فليس الجميع يمتلك الوقت لمشاهدة التلفاز و الاستماع لبرامج بالساعات وهنا اندرجت صحافة بسيطة في متناول الجميع منها :صحافة الأخبار السائدة وتعني إعادة تحرير الخبر من مصدر موثوق ونشرها على نطاق واسع من خلال المواقع والصفحات، وأيضا هناك صحافة المصادر المفتوحة بحيث تسهل الحصول على الخبر من خلال محركات البحث مثل غوغل و ياهو . و نوع آخر إجتماعي مدونات شخصية وعامة بحيث تسهل على الأفراد تبادل المعلومات و المقالات وتسهل التواصل فيما بينهم.


الإعلام الإلكتروني عاطفياً :

نظرا لأتباع الحرب النفسية والتأثير على العواطف نجح بعض رواد الإعلام الإلكتروني بتحويله لجمعيات خيرية وإضاءة على حالات إنسانية حصلت على المساعدة الحقيقية من خلال الإعلام الإلكتروني، ويتعبر هذا الأمر سلوكا إيجابيا من حيث صياغة العقول لقضية رأي عام ساهمت بالحركة والتغيير الإيجابي. وذات الحرب النفسية هناك من برمجها لعواطف غبية ضمن قطيع من مناشدي الفتن والثرثرة بنشر أكاذيب وأقوال عن ألسنة مشاهير ربما فنية أو سياسية أو اقتصادية وعسكرية.. لا علم للشخص ذاته بها و الأهداف واضحة و مكشوفة.