ميرا المصري -15 - 1 -2022
كم هوجميل أن تكون البنت نسخة طبق الأصل عن امّها ، وأن تقوم بتقليد حركاتها وتصرّفاتها سواء في الّلباس ، النّوم ، الكلام …
يقول المثل الشّعبيّ الكبير طبّ الجرّة على تمها البنت تطلع لأمّها .
هذه حقيقة أثبتتها العديد من الدّراسات ، فغالبًا ما تميل البنت إلى أمّها ، وتكون أكثر إلتصاقًا وتعلّقًا بها ، فتنشأ بينهما علاقة أساسها الحبّ ، الثّقة وشدّة التّأثّر . والبنت هي مرآة عاكسة لصورة أمّها ، في الصّفات ، الطّباع ، السّلوك ، الشّكل والأخلاق .
فالأمّ بالنّسبة لإبنتها هي المثل الأعلى لها ، الصّديقة المقرّبة ، معلّمتها الأولى الّتي تعلّمها فنّ الحياة والعديد من الثّقافات الّتي تساعدها على المضي قُدمًا في حياتها ، مَخزن أسرارها ، الحضن الدّافىء ، الملجأ الأوّل والأخير في أوقات الفرح والحزن ، اليد الّتي تمسح الدّمعة ، الرّجاء في اليأس ، القوّة في الضّيق، الطّبيب وقت المرض ، والحبيب الّذي لا يخون .
فالأمّ المثاليّة هي الّتي تكون قريبة من حياة إبنتها ولا تدعها تلجأ لغيرها ، تستمع إلى مشاكلها وقصصها دون ملل ، تنصحها ، ترشدها وتحترم خصوصيّاتها ، تصادقها ، تخلق منها شخصيّة مسؤؤلة .
وهذا الثّنائي لا يستطيع أحد أن يفصل بينه ، فإنّهما كالرّوح والجسد ، يكمّلان بعضهما البعض ، فلا روح بلا جسد ولا جسد بلا روح .