لينا صياغة - 16-3-2021
لفتني رجل يصرِّح على التلفاز و يقول : " انا لست رقماً ". أطمح للهجرة لكي يعتبروني فرداً و شخصاً و إنساناً لي كياني و احترامي من خلال وجودي" .
إذا نظرنا بمفهوم بعض الثقافات المغلوطة واعتباراتها التي تلعب ألاعيبها ، حيث تخلق حالة معينة يتم الترويج لها و يصنعون منها هالة وهميّة لاستقطاب فئة معينة من الناس ، حيث لا يتأثر بتلك الألاعيب إلّا من كان دون مستوى الوعي اللازم ليتجنبها و ينجو من شراكها .
مثلاً : الأرقام في بلادنا تميّز طبقة معينة من الناس في عالم التفاخر ، حيث يلجأ بعضهم الى اقتناء أرقام تُميز مقتنياتهم ، أرقام تسلسلية أو متشابهة ( كرقم جواز السفر ، أو رقم الهاتف أو رقم السيارة ، مثلاً : ( ١١١ ) أو ( ٢٦٢٦ ) أو ( ٠٠١٠) و ما الى هنالك من اعتبارات و أمثال ، ويدفعون أثمانها أضعافاً مضاعفة لأجل الحصول عليها لترضي غرورهم فقط ، و يتفاخرون بالحصول عليها ظناً منهم أنهم مميّزون . و هناك فئة من الناس تتفاخر بأنها تقتني الأغلى ظناً منها بأنه الأفضل . هذه التصرفات الغريبة التي لا نجدها إلاّ في مجتمعاتنا ، حقاً إنها غريبة و غير منطقية .
كذلك تلعب الأرقام لعبة غريبة في عالم الأنثى وكأنّ جمالها فقط مرهون لسنيّ عمرها ، ولا يحق لها أن تكون جميلة الّا إذا كانت صغيرة.
الأرقام كذبة يعيشها الأثرياء أيضاً ، يظنون بأنهم يُقاسون بما يملكون من تعاظم مكاسبهم و لا يعرفون أن الثروات لا تجعل من الفرد إنساناً ، إنما القيم والأخلاق وحدها هي التي تميّز البشر ، و يا ليتهم يتنافسون و يتهافتون عليها كتهافتهم على ما دون ذلك .
ليت العالم يتذكّر معادلة الخوارزمي التي فال فيها : " إنّ الأخلاق تجعل من الإنسان الرقم ( ١ ) ، و الجمال يُضيف صفراً على هذا الرقم فيصبح ( ١٠ ) ، والثروة تضيف ايضاً صفر ليصبح الرقم (١٠٠)، والحسب والنسب يُضيف صفراً آخر فيصبح ( ١٠٠٠ ). وإذا ما ذهب الرقم واحد و هو الأخلاق ، ذهبت قيمة الإنسان و بقيت الأصفار التي لا قيمة لها " .
هذه هي حقيقة الأرقام في عالم الإنسان الحقيقي ، و هي ليست سوى أوهام يتعلّق بها أصحاب المنطق المزيّف الذين يلجأون الى قياس الأشياء بمنظارهم .
لينا صياغة - كتاب شمعتي لن تنطفىء