السويداء - سهيل حاطوم - 6 -6 -2022
يعتبر الأديب الراحل والشاعرٌ والمؤرخٌ والروائي والمترجم سلامة عبيد أحد أبرز الأعلام والمبدعين العرب الذين أثروا عبر مسيرتهم الأدبية والتربوية والثقافية الفضاء الثقافي بعطاءاتهم الإبداعية، بالإضافة إلى إسهامه بتوثيق العلاقات الثقافية بين الشعوب.
قال في وصفه الدكتور فيصل حصيد" جئنا إلى جبل العرب فوجدنا جبلين، الأول جبل العرب والجبل الثاني سلامة عبيد".
وكتب الدكتور عمر الدقاق " سلامة عبيد الأديب والشاعر والقاص والكاتب وفوق ذلك الإنسان كان يؤمن بأن العطاء ليس له حدود، والعطاء عنده لا يتجزأ في التعليم والتأليف وفي الحياة".
وخصصت موسوعة "رجالات من بلاد العرب" للدكتور صالح زهر الدين عشر صفحات للحديث عن الراحل سلامة عبيد، جاء فيها.." يكفي سلامة عبيد شرفاً أنه ولد شهماً وعاش شهماً ولم يقبل أن يموت إلا شهماً.. فطوبى للرجولة والشهامة بأمثاله".
ولد الأديب الراحل سلامة عبيد عام 1921 ، ودرس في لبنان المرحلة الابتدائية حتى تخرجه في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1951 ، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة.
عمل بعدها في التدريس والإدارة وكلّف مديراً للتربية في السويداء وانتخب نائباً في مجلس الأمة زمن الوحدة بين سورية ومصر ، ثم سافر إلى الصين ، حيث عمل مدرساً للغة العربية في كلية اللغات الشرقية في جامعة بكين عام 1972 ولمدة 12 عاماً ، وكان له دور كبير في تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين وتدريب كادره التدريسي ، ووضع عدداً كبيراً من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين، كما أنجز أول معجم كبير " القاموس الصيني
العربي بعد عمل دؤوب استمر لما يزيد عن عشر سنوات وهو الأول من نوعه في العالم.
ويعد أحد الأدباء والمثقفين القلائل الذين نقلوا معالم الحضارة السورية واللغة العربية إلى الصين تاركاً إرثاً ثقافياً ونتاجاً فكرياً وأثراً كبيراً في نفوس كل من عرفه وعاصره.
اهتم الأديب الراحل سلامة عبيد بالفنون والآثار والبيئة والمسرح ، ووثّق أحداث الثورة السورية الكبرى في كتاب يُعدّ مرجعاً تاريخياً مهماً خاصة وأنه ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، كما وثّق الأمثال الشعبية، وهو صاحب رواية “أبو صابر” الرائعة، وديوان “لهيب وطيب”، وديوان “الله والغريب”، وكان مُحدّثاً لبقاً، متقناً اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وكان شخصاً محبوباً يحترمه الجميع.
يمتلك الأديب عبيد تاريخاً حافلاً بالإبداعات الأدبية والفكرية ، ولديه العديد من الإصدارات منها في الشعر والمسرحية والرواية وأدب الرحلات وقصص ذكريات الطفولة وأصدر أول دليل سياحي عن محافظة السويداء.
الجدير ذكره أن الأديب الراحل سلامة عبيد توفي في 25 اذار عام 1984 تاركاً موروثاً ثقافياً وعطاءً في مختلف الفنون والأجناس الأدبية ، وحاولت ابنته الكاتبة سلمى عبيد في كتاب حمل اسمه تسليط الضوء على حياته وتوثيق شهادات من عاصره، ونشر بعضاً من أعماله المطبوعة والمخطوطة ومختارات من شعره من ديواني “لهيب وطيب” و”الله والغريب” وبعض قصائده باللغة الإنكليزية وأعماله القصصية إضافة إلى مقتطفات مما كتبه ونشره النقاد والأصدقاء والندوات التكريمية والبرامج الإذاعية والمعارض التوثيقية والموسوعات والمقالات التي تناولت الأديب الراحل.