الآلهة لدى شعب الأولمك


الباحث يزن أبو لطيف - 18 - 3 - 2022

كانت الآلهه لدى  شعب  الأولمك هي الحيوانات.  وأكثر تلك الآلهه اهميهً كان (الجاغوار .) حيوان يشبه الفهد  شكلاً و شراسه ً وقوه، ترمز البقع على جسده الى الأضداد، الليل والنهار، الخير والشر، العتمه والنور. وكذلك  الضفدع والافعى والنسر. كانت تلك ٱلهه شعب الأولمك وبدايات فكرهِ التدين والعباده لدى إحدى أوائل وأقدم حضارات القاره الأمريكية .  

تأليه الحيوانات  هو احد انبل الرموز التي آمن بها ابناء ذاك  الشعب و التي أعطت اهميته و قيمه للكائنات الغير بشريه التي تشاركنا الحياه على هذا الكواكب . في احدى الموانئ على خليج المكسيك تمّ العثور على مجموعة من القوارب تجاوز  عمرها ثلاثه آلاف عام . تعود تلك القوارب لحضاره الأولميك  التي سبقت حضاره المايا والتي تعتبر من أقدم الحضارات التي وجدت في قاره أمريكا ، طريقهُ وغرابه الحفظ   لتلك القوارب أثارت استغراباً و جدلاً بين علماء الآثار حيث كانت مطليه  بالكامل بالقطران ، وهذا ما حماها تماماً من التلف و اعطاها جودهً عاليه في الحفظ،  لكن ذلك تجاوز بكثير اعتبار الاولميك  فقط ملاحين قديرين واصحاب خبره في بناء القوارب والسفن، إنما تعدى ذلك بكثير ليعط اثباتا قاطعا بأن شعب الاولميك  كانوا على معرفة تامه بالنفط واستخداماته و في العديد من المجالات، منها صناعه الغراء لسد الفتحات والثقوب الخشبيه  وصناعه انواع مختلفة من الاصباغ والطلاء .

لقد اشار  شعب  الاولميكا الى هويتهم من خلال العديد  من الرموز والأشياء التي أعطت دليلاً  واضحاً على تقدم فكري وحضاري  مذهلين،   لقد استخدمت تلك الحضارة التي تُعتبر أم الحضارات في قاره أمريكا،  استخدموا لغه الجسد بكل براعه وإتقان  لإيصال افكارهم وللتعبير عن  فنهم .  

ولم يقتصر الأمر على استخدام جسد الانسان  كنوع من أنواع الكتابة  إنما استخدموا رسومات حيوانيه كصور تعبيريه تلخص حدثاً ما او تشرح فكره او تسرد قصه . ترك شعب الاولميكا  عددا من الأيقونات  والمنحوتات الضخمه والآثار  التي تدل على فكر شديد التطور والذكاء وعلى قوه لا يستهان بها اطلاقاً ، إلى الآن تم العثور في مناطق تواجدهم على سبعه عشر راساً بشرياً منحوتة بطريقة فائقه الدقه والجمال وبأحجام ضخمه جدا وأوزان راوحت بين سته  اطنان حتى اربعين طناً  وبانواع مختلفة من الصخور ،كتلهُ بعضها قاربت بالإرتفاع  الثلاثه أمتار.

الغريب ان تلك الصخور تم نقلها من أماكن بعيده جدا ،  فأقرب موقع صخري  لمكان تواجدها  الحالي هو  مئه كيلومتر، تتخلل تلك المسافات الشاسعه غابات كثيفه وانهار شديده الوعوره ومستنقعات مائيه خطيره .  

والأكثر غرابه في تلك الرؤوس هو الإختلاف الشاسع في الشكل والملامح وفي أنواع  الأقنعه التي تكسو تلك  الرؤوس. السمات الجماليه للوجوه  توحي بأن اصحاب تلك الوجوه لا تنتمي الى بقعه واحدة من الأرض إنما لأماكن مختلفة ولبيئات غير متشابهه، وربما لحضارات مختلفة كذلك ، قد تكون الرسالة التي تحملها تلك الرؤوس وذلك الاختلاف   باشكالها هي  ان معارفهم قد امتدت لكل اصقاع الأرض ٱنذاك .

كان ابناء تلك الحضارة هم أول من وضعوا التقويم ،  وهو نفس التقويم  الذي اخده عنهم فيما بعد  شعب المايا والذي نال شهرهً أكبر  ومعرفه اوسع والذي عرف بتقويم المايا ، او التقويم الطويل . 

قسموا السنة الى ثمانيه عشر شهرا وفق طريقه حسابيه ورياضيه متناهيه الدقه  ناتجه من دراسة دقيقه لحركه الشمس والقمر والتبدلات المناخيه . كما بنت حضاره الاولميك  اقدم  هرم في قاره أمريكا ، هو هرم لافينتا  الذي يبلغ ارتفاعه 31 مترا. 

 لكني في هذا البحث سوف اعطي خصوصيه للحديث عن صليب الأولمك ، لقد كانت رموز الصليب واضحه جدا في لوحاتهم ورسوماتهم وفنونهم ، صليب الاولمك هو رمز  للقوه والسيطره من جهه وللموت والنهايه من جهه اخرى ، واذا ما أُرفق الصليب بدائره تحيطه هذا دليل على نهايه الحياه ثم العودة والتجدد ، الصليب هو رمزٌ  وإشارهٌ للبعد الكوني وللسماء  والأرض والعالم السفلي، وللاتجاهات كذلك .هو ملخص رمزي لكل الموجودات بما فيها الانسان حيث تعتبر نقطه الإلتقاء في الوسط هي رمز الحياه .

 هنا أنا أتحدث عن فتره زمنيه  سبقت بكثير ولاده السيد  المسيح. لصليب الأولمك شهرهٌ واسعة ، حيث تناقلتهُ حضارات أمريكا القديمة  باكملها تقريباً، استخدمه شعب المايا لنفس الدلاله ومن ثم حضاره الازتك ووصل لاقصى جنوب القاره  الأمريكية حيث عُثر على لوحات ورموز لدى  حضارات البيرو القديمة  تحمل نفس رمز الصليب كرمز ديني وسياسي   و كقيمه كونيه للإرتباط بالسماء والارض .

بعض الوضعيات يرمز فيها  تقاطع اليدين بشكل صليب فوق الصدر الى الموت .  وهذا ما رايناه لدى حضاره الفراعنه في مصر القديمة  حيث شكلت  اليدين المتقاطعتين للمومياءات بعد التحنيط، رمز الصليب .استخدمهُ كذلك القراصنه فكان رمزا مشهورا لهم  ودليلاً للنفوذ و للقوه والسيطره  من خلال العظمتين المتقاطعتين والجمجمه.

وانطلاقا من صليب الاولمك صمم شعب تيوتيهواكان في وسط المكسيك هرم الشمس الشهير، حيث يمتد الهرم للاسفل ليتوضع بالكامل فوق كهف يحمل اسم الكهف المقدس .

وهو اشاره  واضحه للعالم السفلي وفي الاعلى يحيط بالهرم  قناه مائيه وهي رمز الحياه والخصوبه  والارض ثم هناك  الجزء العلوي الذي يمتد باتجاه الفضاء والكون ،،،  هذا ما توضحه تماما  الصورة في الاسفل ، لم تكن الغاية من بناء الاهرامات جعلها مدافن للموتى إنما لاهداف ابعد من ذلك بكثير .

المعروف كذلك عن شعب الاولمك في المكسيك بانهم أول من لعبوا كره القدم بكراتٍ مصنوعةٍ من المطاط ، كما أسسوا لعبه البلياردو كذلك .  


المعنى الأصلي  لإسم اولميك هو  بلاد المطاط ،  حيث كانت المنطقة بأكملها  مشهوره جداً بكثافه اشجار المطاط فيها . نعيش في كونٍ تملؤه الغرابه والغموض،  فكما هناك في الأعلى من عجائب وأسرار ومتاهات وألغاز، هناك كذلك في الاسفل.

فلا تستغرب شيئا في هذه الحياه، فربما كان العجل يوما ما احد رموز القداسهِ لدى احدى شعوب هذه الأرض .