ابو الهول ....



      حارس الهرم الأكبر  أبو الهول والذي بناه الفراعنة (المصريين القدماء ),  ذاك التمثال المشهور والمعروف عالمياً والذي يقبع على بعد أمتارٍ معدودة  من هرم خوفو  , والذي حمل في تكوينه فكرةً لا يمكن إلغائها حتى ولو تمّ تحطيمه أو ازالته . و تلك الفكرة هي التي جعلتهُ بالدرجة الاولى يعيش وإلى الأبد مع التمثال أيضاً ,...


فجسد الأسد ,  ورأس وجذع الإنسان  , وجناحا النسر , كوَّنت جميعها التمثال الضخم والذي ما زال قائماً إلى يومنا الحاضر، هذا ما يبدو لنا في الهيكل الظاهر للتمثال علاوةً عما يحويه من الداخل ومن اسرار لم تكشف بعد وعودةً إلى ماهو ظاهر. فإن ما يرمز فيه جسد الأسد إلى طبيعة الإنسان الحيوانية، ويشيرُ هذا الرمز أو هذه الدلالة على ماضٍ كانت فيه الطبيعة الحيوانية هي الطبيعة السائدة آنذاك ...


بينما يُمثّل كُلاً من الرأس والجذع الإنساني الطبيعة الإنسانية والوعي المُتطور والمُتنامي لدى الإنسان، حيثُ يُشير هذا الرمز إلى الحاضر الذي يؤنسِن فيهِ الإنسان إنسانيتهُ بعناءٍ وألم وذكاء وذلك من خلال شبكة  من العلاقات البشرية الوثيقة الصله والترابط بين البشر جميعاً على هذه الأرض ...


وأما جناحا النسر فيرمزان إلى طبيعة الإنسان الروحية وإلى قُدراتهِ الكامنة في عقله وتكوينه وطموحاته , ويُشير هذا الرمز إلى المستقبل الذي سيشهد زيادةً في عدد الكائنات الإنسانية والذين سيكونون قادرين على الكشف عن طاقاتهم الروحية وتحقيقها في نطاقٍ من السمو والإبداع والخلود وذلك من أجل الهدف الأسمى في الحياة للوصول إلى ما يُسمى ( الوعي الكوني ) .
أبو الهول ,... ذاك التمثال الرائع الذي يتَّجه في رأسه ناضراً باتجاهٍ واحد .... شروق الشمس.
وخلاصة القول : ان الذي جعل ابو الهول يعيش للآن هو الفكره التي يتكون منها فحتى ولو هُدم التمثال او دمر او سرق فمن الممكن اشادة مثيلاً له وذلك لأن الفكره التي يحويها التمثال معلومة. وبناءً عليه، وفي اي عمل يقوم به اي شخص مفكر ومنتج لن يدوم إلا ان حمل هذا العمل بين طياته فكرة حية، فالفكره هي التي تدوم ومن خلالها يدوم العمل .



ايسرمشهور ابو لطيف.. السويداء- 2021