إكتشاف الخطأ ...


يمزج الماضي أعماله بالحاضر ونحاول أن نتغنى بلهفةٍ تملأ أعيننا وأدمغتنا أملاً لبناء مستقبلٍ ملونٍ يحمل مجد أعمالنا بين طياته , مزدانهً بفنٍ جديدٍ وعطاءٍ وروعة. 

ونحاول النهوض حاملين قوةً جديدةً وأملاً وعملاً في عقولنا ,... نسير كما النهر القوي لا ترهبه الحواجز الصخريه ولا توقفه الجدران الإصطناعية ساعين للإلتقاء في وسطٍ واحد يتسع لكل رؤانا وأحلامنا وعطاءاتنا , نُصلح ما أفسد المفسدون ونسترجع ما سقط سهواً أو ما اختبأ في زواريب الحياة برمتها , أما التساؤل الدائم يبقى عن أشياء كثيرة ومفاجئة ومشكوكٌ في مصداقيتها لا يكاد يتوقف مما يدور في محيط عقولنا عن السؤال عنها , فالأرض أصبحت مليئه بالفنون العبثية , وثمة من كانوا أحياءً يرقدون تحتنا ونمشي على أوابدهم أو آثارهم او ربما فوق رفاتهم , وكانوا يفهمون الطبيعة والواقع ويعيشونها بحقيقتها , كانوا يقدمون ويعطون بلا خجل أو بخل , وإنتصروا حقاً وآثارهم دليل على إنتصارهم , وعلى أرض الواقع دائماً ثمة مسافة بين الأشياء , كما ثمة مسافة بين تفكيرنا وفكرة ما نفكر بها , وفي لحظةٍ ما نحسبها أبعد مسافة تقع بين نقطتين , وإذا وضعنا المسافة فقط أمام أعيننا , ربما نلغي الفكرة من حيز التفكير وتصبح صعبة المنال وربما يلتغي الهدف الاسمى من عالمنا وتصبح حياتنا فارغة المعنى وجوفاء , أليس هذا ما يحصل لدى معظمنا ؟ . 

في حقيقة الواقع يمكن الإجابة بشكل صريح وبلا خجل , نعم هو كذلك . ومن حقائق الواقع أيضاً أن كثيراً من الأشياء هي عادات , والعادة نوع من أنواع النظام، فالعالِم أو العبقري مثلاً متعودٌ على تكرار التجارب مئات المرات ولفكرة واحدة أحياناً حتى يصل إلى الهدف وبلا أي ملل أو فقدان أمل وإن أي خطأ في تجربة ما هو بمثابة اكتشاف حقيقي جديد يمكن وضعه بالحسبان , وليس بالأمر الصعب أبداً في بعض المواقع أن يدرَّس الخطأ بهدف الوصول إلى الاكتشاف الصحيح ومن الضروري تكرار المحاولات حتى و لو كلف ذلك الكثير , سئل أحد العلماء مرةً هل من المعقول أن تكرر نفس التجربة مئات المرات لنفس الاكتشاف ؟ فقال : نعم كلها احتمالات جديدة للحل وكل احتمال هو اكتشاف جديد بحد ذاته , وحقيقةً إن تطور الأشياء أمر طبيعي وليس معجزة أبداً أو شيءً خارق , وسعي العقول نحو التطور أمر منطقي ولا يجب أن يستدعي الإستهجان , وإن أي تحوّل ولو أتى متأخراً لهو أفضل بكثير وخيرٌ من المراوحه في المكان إلى أبد الآبدين , وليس سراً على أحد وجود معوقات وحواجز تقف كالنصال امام كل محاولة نهوض سعياً لإجهاضها , لكن من يملك الإرادة وإستمرارية المحاولة سيحقق الهدف منتصراً آجلاً أم عاجلاً , ولا أريد الإطالة كثيراً لكني سأوجز القول مختصراً : لا بد من حالة إستكشاف عظيمه بعد حالة سبات أنهكت أدمغتنا إلى حد ضياع القدرة الصحيحة على الإستعمال ولعل ما سنقوم به من خطوات يساعد في إعادة نفعيل حياتنا بأكملها من جديد .

خطوة جريئة : ( الشعارات الرنانه ) يجب ألا تكون مجرد مصطلحات تصب في خدمةٍ فردية , بل إنها المعنى الحقيقي وبشكل عملي لإنسانية الإنسان على هذه الأرض .


1/1/2021 السويداء _ أيسر مشهور أبو لطيف