الكاتبة - لينا صياغة
29 -7- 2021
تجمّعت الناس امام مكتبة البلدة مذهولةً من ظاهرة الصراخ الغريبة ، حيث توجد القراطيس والأقلام .تقدم رجل حكيم من بينهم لمعرفة السبب و لماذا هذا الذعر و الخوف الذي حلًّ بهم ؟
جاء القلم منحنياً و قال : اعتذر من القراطيس لأنني سبب شقاها و تعاستها ، ثم ّ استطرد انا الحقّ ولا يمكن أن أكون غير طبيعتي و تأدية واجبي الحقيقي ، و هذا أكثر ما يزعجني لأني سبب الخراب الواقع بين البشر .
ثمّ سأل الحكيم احد القراطيس التي تعترض : لماذا انت أيضا تنتحب ؟؟
فقال : حالي كحال القلم لأننا متحدان و لا يمكن فصلنا ، ورسالتنا واحدة هي حمل العلم و الوعي للرايات بين البشر التي ترتشف منهما و تعمل على زرعهما في محيطها ليتزايدا و يتكاثرا و ينموا كي تتزوّد بثمارهما التي تُصقل الأنفس والعقول للأفضل دائما . لنضمن التطوّر الذي لا بدَّ منه في الحياة على جميع الأصعدة .
ثمّ قالا معاً : نحن نعترض على سوء استخدامنا و نريد الكاتب (ة) الذي هو اليد المعطاءة ،هو المبدع و المنقذ من كلّ هفوة ممكن تلمُّ بأيّ موجود في الوجود .
عندها أجابهما الحكيم. : نعم حُكماً لا يجوز استخدامكما من قبل أي كان إن لم يكن مبدعًا و خلوقًا ذات شخصية بناءة و كفوءة و محبة . فضحك القلم مطولاً و قهقه القرطاس أيضًا .
فتعجّب الحكيم و سألهما ما بالكما ؟؟ الأمانة و الصدق، و العلم هم الجوهر الذي منه نستمرّ و ننتشي . عندها ركضا و اختبآ خلف الحكيم و طلبا منه الحماية من المتطفلين الذين يلوثون الثقافة و يزورون الحقائق.
فطمأنهما الحكيم بأنّ رسالتهما الحقيقية سوف تعرف مهما تعددت الأوجه لإستخدامهما لأنّ الخير و البر دائماً ينتصران. و الحقيقة لأهل الحق و صاحب الحق سلطان لا غير ذلك .
بعد ذلك التوضيح طلبا العفو من المحتشدين لإزعاجهم وقالا للحكيم : سنبقى كما نحن القرطاس و القلم و النور مدادنا و لن نكون يوماً الاّ لصاحب النور .!!