أيها الماكر...!!

احلام زلزلة - 26-7-2021


أيّها الموت لا سلامًا ولا أسفًا 

أيّها الماكر! 

سرقتَ مني البدرَ والأمان

بلحظةٍ هوجاءَ عاتية.


أشطبكَ حتٍى من الذّكرى 

دفنتَ قنديلي تحتَ التّراب

 فكلُّ الجنائنِ ذاوية.


والدي! كلّ ما سيأتي بعدك

 من زيف الأعياد

 من كذبِ الأيام

 تواريخ منسيَّةٌ ماضية.


غرزَ الدّهرُ نابه في قلبي

 بلا شكوى ولا دموع

 أنا أشكو باكية.


كسرَ الفراقُ خاطري 

حاصرَ اليأسُ روحي 

الدّنيا عجوزٌ شاحبة.

أكبرُ كذبةٍ بسمتي 

أصرخُ الآهَ من أعماقي

والنّفس تبدو لاهية.


أبي! 

وعدتك بأبوة خالدة 

كلّ عام بخير معك

 بئس الوعود الخائبة.


مرت سنوات العمر

أعلّلُ النَّفسَ أخدعُها

القادمُ أجملُ وأروع

 يا لأحلامي الفارهة!


ليت الكواكب تدور

عقاربُ الزّمن تشعرُ

يرمَّم الوقتُ ما بيَ.


تقتاتُ أيّامُنا بالدّود

بالدّخان الأسود بالقشور

والرّؤوسُ والظّهور حانية.


نحنُ السّواقي وأنتَ النّهر

نحن الصغارُ وأنت الأسدُ

النّهر جفّ والسّاقية.


أينُ الحضنُ الوطنُ؟ 

أين المحبةُ العملاقةُ؟

 أين السّماء الصّافية؟


كم كانت الأوراقُ تتراقص

والأغصانُ عنيدةٌ أمام الريح

 انزوتْ محجورةً بالزّاوية.


أيها الماكر لا سامحك الله

كل ما في الكون أخرسٌ

ما تبقّى من العمرِ لونٌ واحد

والحياةُ بدايةُ الهاوية.