الكاتبة
لينا صياغة
6 /9 /2022
هرعت نجوى إلى امها باكيةً ، وسألتها : أمي لماذا خُلقت بنتاً ؟ ، لا اريد أن أكون عورة !! كما سمعت بعضهم يقول .
مسحت أمها دموعها و قالت لها : أنت أنثى لأنك ستصبحين أجمل أم وأفضل صديقة و زوجة وألطف مرشدة ، الأنثى اجمل مخلوقات الله سبحانه ، فلا يجوز لأحد أن ينتقص من قدرك ، أنت إنسانة كاملة كما هو الرجل لا فرق بينكما و من يعتقد غير ذلك يفتري على خلق الله سبحانه أحسن الخالقين المبدعين ، فلا تصدقي إلا قول إنسان حكيم ، والحكيم يعرف بأن الأنثى ماء الحياة ، فهل يستطيع احد أن يعيش دونه ؟ .
واجبك يا إبنتي ان تكوني واعية مثقفة رزينة صادقة محتشمة ، يجب أن تكوني جميلة ونظيفة دائماً البسي الوان الزهور وتعطري بعطر ناعم وتزيني بالعلم والأدب عندها تكوني إنسانة حرة لأن الله خلقنا أحراراً سيدة نفسك و قراراتك ، عندها تعلمي أن لديك القدرة كما للرجل بل أكثر ، إن آمنتي بنفسك ، يمكنك قيادة الطائرة والباخرة والسيارة والنجاح بمختلف تفرعات ومتطلبات العيش الكريم ،والاهم أن لا تفقدي أنوثتك و إحترامك لنفسك عندها تلامسي السماء.
عندها إبتسمت نجوى و قالت الحمدلله إني انثى ثم ذهبت خارج المنزل وإقتربت من الرجل الذي سمعته يتهكم على النسوة، وقالت له بكل تهذيب :
إستسمحك يا عم ! الأنثى ليست عورة يجب أن تعلم بأن كل أنثى درّة ،يجب أن لا تخسر وهجها بالخوف والذل والجهل إنما إرشادها للعلوم المفيدة والفضيلة هي الغاية، عندها تتوهج تمحي الظلمة و القسوة الموروثة في مجتمعاتنا لأنها هي من تربي الأجيال وتربي الرجل نفسه ، فنحن نعاني في بلادنا من الجهل لأن معظم الأمهات جاهلات لا يعرفن قدرهن مغتصبة حقوقهن يعُاملن كأنهن منقوصات العقل وكأنهن خلقنا لمتعة الرجل فقط ، لهذا نرى جنوح بعضهن و التطرف بسلوكهن و لباسهن ، لأن الميزان قد إختلّ فمقابل كل إمرأة متزمتة بلباسها يظهر في مقابلها إمرأة عارية ، فخير الأمور الوسط في كل حال ، كما يظن بعضهن أيضا أنهن لا يصلحن الاّ لخدمة لمن حولهن .
طبعاً هذا خطأ .
ثم ذهبت و راحت تردد كلمة أنا درّة. أنا درّة ! وتجمعت بنات الحارة حولها ورحن يرددن نفس الكلمة . أمّا أمها كانت تراقبها من بعيد وتبتسم .
علينا ان نتعظ من هذه الحادثة لأن الدرر لا تخلو بيت منها ، فإن عرفنا قيمة كنوزنا وحافظنا عليها تنير العالم بشعاع الأمان والسلام لأنهما من الأنثى ينبثقا.