أنا أتشارك 'الأمن السيبراني، الجزء الأول' معك


طارق ناصر الدين - 22 - 8- 2022

مقدمة لا بد منها، ما هو الأمن السيبراني، أحبتي القراء الأجلاء، سوف نتطرق في سلسلة مقالات مع بعض عن مفهوم الأمن السيبراني والهجوم السيبراني ومعير وإرشادات النظم وسيكون مقالنا الأول اليوم عن تعريف ما هو هذا الأمن السيبراني.

 مقدمة لا بد منها 

انطلاقاً من حيادية مجلة الرأي الآخر، وإيماننا الراسخ بأن السياسة تفرق ولا تجمع، ولأننا أيضاً منصة كل العرب والناطقة بلسانهم، وغايتها وجل اهتمامها أن تقدم محتوى رصين موضوعي وبحث علمي لا يشوبه التحيز ولا الغلو، نرى أننا من المهم اطلاع قارئنا العزيز على أهم ما يحدث حوله، ولكن دون أن نأخذه نحو الاصطفاف أو التحيز الذي لا يرغبه ربما، وسنتحدث في مقالنا اليوم عن أهم مصطلح يتم تداوله في الٱونة الأخيرة في محطات التلفاز ووسائل التواصل الإجتماعي، ألا وهو الحرب السبرانية….. فما هي الحروب السيبرانية وماذا تعني، وهل نحن كعرب معنين بها، وهل تشكل خطر على أمن العالم أم هي مجرد اختراقات حاسوبية لا تغني ولا تسمن. 

تعالوا معي أحبتي نحلل ونفسر سوياً ماذا تعني هذة الحرب التي تستعد الدول لها وتقرع الجيوش طبولها 《الحرب السبرانية》. 

منذ أن عرف العالم الحرب وتخاصمت الدول وتصارعت الجيوش، كان عددها وعتادها المرجح لكفة الغالب، ومع تقدم العلم وتطور الحضارة، كما انعكس التقدم على كل وسائل الحياة الإنسانية، الأسلحة تطورت لا بل يمكننا القول أن صناعة السلاح، والتسلح مازال حتى يومنا هذا العنوان الأكبر والأضخم في ميزانيات الدول ويقتطع من ميزانيات الدولة أرقام هائلة من أجل التسلح وتطوير تكنولوجيا الحرب وأنظمة الهجوم والدفاع على المستوى القومي، ولعل حربنا اليوم اختلفت عن حرب الماضي فمن الحرب بالسهام والسيوف إلى الدبابات والمدافع مروراً بالصواريخ البالستية والقنابل النووية، وصولاً إلى حروب الجيل الخامس والتي تعتمد على الذكاء الإصطناعي واستبدلت المحارب ذو العضلات المفتولة ذو الهمة القتالية الضخمة، بمحارب من نوع أخر هو الروبوتات المقاتلة و الدرونز - الطائرات المسيرة - وقادة حرب مميزاتهم العقل والذكاء والمعرفة، وسلاحهم الحواسيب والشبكات العنكبوتية وقرصنة المعلومات والدخول إلى صفوف العدو كحصان طروادة في قصيدة هوميروس الروائية حين تحدث عن أول فكرة لخروب الإختراق الذكي للتسلل خلف جدران وتحصينات العدو دون علم أو معرفة لا بل بأيدي المقاتلين والمخاربين المدافعين عن قلعة كروادة الذين أدخلوا الحصان وفيه جيش أسبارطة بقيادة العظيم أخيل، وانطلاقا من هذه الرواية حروب اليوم اعتمدت في اختراقاتها الأمنية على مستوى الفضاء المعلومات والسيبراني من فكرة حصان كروادة وليس مستغرباً حين نسمع أن أقوى فيروس شهده عالم الحواسيب ويتم تطويره في الامن والحرب السيبرانية كنظام قرصنة وتوجيه هو فيروس «حصان طروادة Trojan horse viruses» ، جزء كبير منها حروب أمن سيبرانية. 

ما هو الأمن السيبراني؟ 

أصبحت شبكة المعلومات الالكترونية جزء لا يتجزأ من تطور حياتنا البشرية، ودخلت في جميع المؤسسات الطبية والمالية والعملية والعسكرية، حيث تستخدم الشبكة عن طريق جمع كميات كبيرة من المعلومات الرقمية ومعالجتها وتخزينها ومشاركتها مع الجميع، مما يؤثر على حيوية أمننا القومي واستقرار الدول الاقتصادي والاجتماعي. 

والأمن السيبراني: 《هو الجهد المستمر لحماية هذه الشبكات المتصلة معاً و كافه البيانات من الاستخدام غير المصرح به أو الذي يسبب الضرر على المستوى الشخصي او على مستوى المجتمع والمؤسسات الوطنية والدولية بتخريب او حذف أو العبث أو استغلال هذه البيانات المخزنة، حيث تحتاج إلى حماية هويتك وبياناتك و أجهزتك الحاسوبية على مستوى الشركة أو على مستوى الدولة من عبث المخترقين واللصوص الإلكترونيين أو حماية المواقع الرسمية الإلكترونية من هجمات تخريبية ذات طابع إرهابي يلغي هذه المواقع عن الخدمة مما يؤذي عمل مؤسسات الدولة وعرقلة خدمة المواطنين وضياع بياناتهم أو خسارة أرصدتهم إذا كان الهجوم السيبراني يستهدف بنوك وأرصدة وبطاقات ائتمانية. 

والتطور الحاصل بالبيانات وحجم المعلومات المخزنة أدى لظهور (إنترنت الأشياء)، وإنترنت الأشياء هو عبارة شبكه كبيره من الأشياء المادية مثل المستشعرات والاجهزه التي تمتد الى ما بعد شبكات الكمبيوتر التقليدية، بالاضافة الى سعة التخزين العملاقة في محركات ما يسمى ( السحابة الافتراضية)، وهذا النمو الهائل للبيانات بسرعة، وحجم البيانات الناتجة عن إنترنت الأشياء و سرية هذه البيانات وسلامتها وتوافرها أمر حيوي لبقاء المنظمة والدولة والمؤسسات، وهذا دور مناط على الأمن السيبراني ومعايرة وأولويات الأمن السيبراني. 

وللحديث بقية وللمقال تتمة بإذن الله تعالى للغوص أعمق في الأمن السيبراني انتظروا مقالنا التالي أحبتي والله من وراء القصد.