فرح نصر - 1- 2 - 2023
نتسابقُ في هذه الحياة في رحلةِ الكلِ بحثاً عن الأجزاءِ ، بحثاً عن بقايا ارواحنا في كلِ شخصٍ نعرفه و في كل مكانٍ نهجره و في كلِ حريقٍ داخلي نخمده. نمضي في رحلةِ بحثٍ عن هويةٍ تشريعية نثبتُ فيها رسمية أنفسنا في محكمةِ الحياةِ . فقوانينها قاسية لا تستوعب ضعيفَ النفسَ مجهولَ الهوية…
نغوصُ في التفاصيلِ ففي التفاصيلِ نجاةٍ و ثورة غير آبهين بالغرقِ لان الغرقَ وحده كفيلٌ بنجاتنا فلِكي نتعلم السباحةَ و المحاربةَ في بحر الحياةِ علينا ان نختبرُ الغرقَ المؤقت . نحن نتيجةُ آلاف الخدوش التي تكاملت لتبرزنا كلوحةٍ فنيةٍ تعرضَ يوميا في مزادِ الحياةِ لكنها ثمينةٌ بقدر لا تلبيه العملاتُ الجافة التي لا روح فيها لكننا تغرينا الأرواح المسالمة التواقة للمحبةِ و الغفران التي يحل لغزها آيات قرانٍ و تراتيل إنجيلٍ التي لا تستنزفُها الذنوب لتتركها اشلاءً في عمقِ الضياع بلا هوية …. نستغيثُ بالصلاةِ لانها غذاءٌ ذهبيٌ لأرواحنا الجافة و دليلٌ حكيم لأرواحنا التائهة … لذا حارب من اجل ما تحلُمْ ، حارب بزهدِ عابدٍ لا يغريه البريقَ و القليلَ بل يسحرهُ الكلّ و الداخلِ الأصيل . حارب بشجاعةٍ مغرورةٍ تتعالى على انكساراتِ روحك و جروحِ رحلتك… في كلِ أنواعِ الصيامُ تهذيبٌ للروحِ إلا الصيام عن الحلمِ لا تتبعه مازال وريدكَ مزهرٌ ورديُ اللون و مازالت عيناك نجمتان في سماء الأمل …اتبع دوماً ديانة الشجاعة ومارس طقوسها فكراً و عملاً و اجتهاداً فهي الخلاصُ الوحيدُ و لكنها حلالٌ لأقوياء النفوس وليست للضعفاء…