يحيى أحمد الزغيّر - 1- 10- 2023
قد يطول الانتظار...والانتظار من أصعب امتحانات الحياة، لأنه يقوم ببساطة بإفراغ ما يحتويه قلبك ويستبدله بمشاعر ما تريده الدنيا ان تكون في حناياه وزواياه... فلا تكن مقاداً لقوانين الدنيا، حتّى وإن فشلتْ هذه المرّة...أعِدْ الكرّة.
ستبصر في هذه المرحلة مشاعر القاع...احاسيس التضاد ، وأوجه التناقض من الناس. قد يصبح صديقك عدوك، وحبيبك غريبك...وغريبك الجار الودود لقلبك...ولن ترى الصواب إن لم تُبصر بعين الروح لأحاسيس قلبك...وتحكّم معلوم عقلك لا الموهوم به ومنه... لكي تعود من جديد ، وتشحذ انفاسك من بعد ان فقدت تنفس الصعداء في عناء حالك.
في تلك المرحلة من الحيرة ...لن ترى النور، وسترى كلّ شيء أسود أو أبيض، حلو أو مر...موت أو حياة، ستبحث دوما عما يخلّصك من تراكم الامور ، وتراص الهفوات ... ستقنع قلبك حينها أن يتجنّب الانتظار ... ذلك الداء السقيم الذي عبث في داخلك ، وطرحه على الركام والى الركام...كما قد صارت الدنيا تريد ان تجبل جديدك عليه.
مع كل هذا الحال المرير...أعِد الكرّة بعد كل عثرة، لأنك ستبكي وحيدا، وتعثر وتُطرح على الأرض وحدك...سيأتيك المعزّون، البعيد السعيد، والقريب الشامت... ولكن هل ستظل طريح الركام ، وأخ للفشل ، وصديق للاستسلام.
أعِد الكرّة... فإن منطقة النجاة تأتي بعد شعورك بالاستسلام...إنّ التغيير لحالك المأساوي هذا ...هو نقطة تحول تجعلك بصيرا ،صبورا ،حكيما لتحدّيات الدنيا القادمة...وأن أسباب الفشل هذه ، ستجعلك على القمّة يوما ما، وهذه الهفوات هي وحدها التي تجعل مستمرا في القمة. لأنه وببساطة، فإن الخُبرات تُكتسب من لحظات الأحزان وليس تلك السعيدة .
اضبط خيرات التوكّل بالله...الذي يرى حالتك المزرية هذه... وآمن به يقينًا ، واعِد الكرّة...وستفرح بما ستصيره إن شاء الله.