أبي

سناء الشجاع - 10 - 12 - 2021 

أبـي
مـضى عـقـد وبه لم تدرِ
إسودّ فيه التّراب
تشذّر صخره ولجزر المدّ استجاب
ذا العلم الّذي رفرف حيث ذرانا
نكّسته ريح إثر جناح غراب
ذا الكتاب الّذي أفرح عينينا
على غلافه تتبدّى علّة
اجتاحته عاصفة غيّرت به معالم
بات أشبه بضباب


أبـي
كلّ شيء ما عاد وفيًّا
الرّغيف بات باهظًا
كم سويّا اشترته وريقات
كم سويّا ملأنا الخوابي بالزيت الأخضر
وعبّأنا الطحين من عنق أسمر
كم أطعمنا الخراف
وقصدنا العيون كرمى الجرار لا تعطش أكثر

ابـي
عقد ونَيف مضى
عقد ونيف ، وأنت عن حال وطن لم تسأل
قلّ الحبّ في بلاد الحب
ماعادت أناشيد الفرح ترندحها النّسوة
إحرنجمت حناجر الفرح
واللّين بات مطواع قسوة
لو تدري كم قَصُرَ الصّباح
وبتنا كي نرى فجره أضحيةً وسُهدا

أبي
كلّ شيء قد تغيّر
فصول الأرض في اضطراب
بذور الغرس تجلببت بالحداد
فناجين البن صغُرت ركوتها
بالكاد إن تنعّمت بِكَمٍّ رَوَت رشفات
أغنيات السّلام و" حنّا السّكران "
نسيها القلب، وقد ،عن ظهر قلب ،حفظناها

أبي
نخشى الحياة َموتى
نحشى حياة السّبات