الشيخ المؤرخ مكرم المصري - 4 - 6 -2022
الست زهر ابي اللمع رضي الله عنها
ولدت الأميرة الطاهرة الست زهر أبي اللمع في بلدة صليما قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان. إبنة الأمير منصور مراد أبي اللمع وزوجة الأمير قاسم أبي اللمع. فقد ذكر اللورد الإنكليزي شرشل عن عائلة آل أبي اللمع عندما زار لبنان في القرن التاسع عشر ميلادي، أن هذه العائلة كانت على دين التوحيد وأبائها وأجدادها كانوا في ذلك الوقت من أتباع الديانة التوحيدية المعروفية "دروز"، ولكنهم اعتنقوا الديانة المسيحية كلهم دفعة واحدة بإستثناء أميرة واحدة ظلت على دين التوحيد، وهي الأميرة الفاضلة الطاهرة الست زهر أبي اللمع. حاول اخوتها مراراً إجبارها على تغير دينها ولكنها أصرت وتشبثت بقناعتها وفي دينها.
مزار الست زهر ابي اللمع
ويقال أنَّ أخاها الكبير صمَّم على قتلها، فأتى إلى صليما وترجَّل عن جواده شاهراً سيفه بيمينه ، وما أن وطأت قدماه قنطرَة قصرها، حتى سقط ميتاً. وعندما علم أخاها الصغير أن أخاه قد توفي ولم يستطع اقناعها بالتخلي عن دينها وأن تعتنق المسيحية، حاول الدخول باحة قصرها مهددا بالقتل، فشلّت يده ولم يستطع الحركة وظل على هذه الحالة حتى تعهد بأنه لن يتعرض لها مجددًا فأعفت عنه، عندها استطاع أن ينهض وأن يخرج من قصرها.
وبسبب القرار الذي اتخذته والمعجزتين التي سبق لنا ذكرهما، اعتبرها الموحدون في لبنان عامةً وفي صليما خاصةً أنها وليّة من أولياء الله الصالحين وقد أقيم لها مدفنًا وحجرة وبالقرب منهم مكان مخصص لتقبل النذورات واضاءة الشموع والتبارك منها.
وقبل وفاتها وتحديداً في العام 1230 هـ. وهبت املاكها وكل أموالها وأراضيها لوقف عائلتي سعيد و المصري ، أما منزلها فقد قسمته الى قسمين القسم الغربي كان لعائلة آل مصري والقسم الشرقي كان لعائلة آل سعيد .
مجلس عائلة المصري و المنزل الذي عاشت فيه الست زهر ابي اللمع
على أن يكون منزلها مجلساً أو خلوة لكل عائلة بقسمه ، ولكن في منتصف القرن العشرين باع آل سعيد قسمهم واشتروا منزلًا آخر في مكان تواجدهم وحولوه لمجلس خاص بهم ، وبعد وفاتها عام 1241 هجري أقيم مزار لهذه السيدة الفاضلة بالقرب من سراي أسلافها وما زال موجودًا يؤمّه الموحّدون الدّروز حتى يومنا هذا للتبرك وللصّلاة.
مجلس عائلة المصري و المنزل الذي عاشت فيه الست زهر ابي اللمع