السويداء - سهيل حاطوم - 20 - 5 - 2022
دفعه شغفه وعشقه للأرض والطبيعة وللنباتات الطبية والعطرية على وجه الخصوص لتحويل غرسة واحدة قدمت له هدية من أحد أصدقائه المغتربين في أمريكا اللاتينية إلى أكبر مشروع لصبار الاوليفيرا في سورية.
المزارع /آصف الحناوي /ابن قرية سهوة بلاطة بريف محافظة السويداء ورغم حصوله على الليسانس في الفلسفة إلا أن رغبته بالعمل الزراعي جعلته يبدأ منذ نحو 20 عاما بإكثار نبات الاوليفيرا والاهتمام به، حيث نجح في إنشاء أكبر مشتل لصبار الاوليفيرا في سورية هو الأول من نوعه، ويمتد على مساحة نحو 10 دونمات ويضم أكثر من 100 ألف غرسة.
المشروع الذي ينتج سنوياً ما يقارب من 10 أطنان من هلام صبار الاوليفيرا بحسب المزارع /الحناوي / وصل إلى مرحلة وفيرة من الإنتاج، مشيراً إلى أن عملية الجني تبدأ بعمر الأربع سنوات للغرسة ، حيث تصبح منتجة وتحتوي على هلام الصبار، ويتم جني الأوراق أكثر من مرة خلال العام الواحد.
وبين /الحناوي / أن المنتج يتمتع بجودة عالية ويعتمد على الزراعة العضوية النظيفة بدون أي مبيدات وباستخدام مياه نظيفة في عملية السقاية، لافتاً إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجه مشروعه تتمثل في صعوبة تصريف المنتج وقلة الأسواق وعدم اهتمام الجهات المعنية وبخاصة وزارة الزراعة بتقديم الدعم في عملية التسويق التي تعتبر العنصر الأهم لنجاح أي مشروع، الأمر الذي يضطره إلى التعامل مع بعض المعامل الخاصة التي تتسوق جزءاً من الإنتاج بأسعار منخفضة لا تتناسب وقيمة هذا المنتج الذي يستخدم في العديد من المستحضرات الطبية والعلاجية، ويتمتع بشهرة عالمية وتاريخية في مجال الاستعمال الطبي والعلاجي.
ولفت /الحناوي /إلى طموحه لتأسيس مشروع للأصول الوراثية للنباتات البرية في محافظة السويداء إلا أن التعقيدات المتعلقة بعمليات الترخيص من وزارتي الصناعة والزراعة تحول دون تنفيذه لهذا المشروع، مشيرا إلى أن نحو 250 خبيرا دوليا في المجال الزراعي زاروا مشروعه خلال السنوات الماضية وأبدوا إعجابهم بهذا المشروع.
وأضاف.."نحن السوريون مبدعون وخلاقون وأثبتنا عبر تاريخنا أننا قادرون على تحويل التراب عسلا وزيتا وحريرا ونفائس في حال توفرت الظروف المناسبة لذلك والتي هي غير موجودة حاليا "، لافتاً إلى أن مشروعه وعلى الرغم من أهميته فإنه لم يلقَ أي دعم من أي جهة كانت.
ودعا /الحناوي /الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في دعم المشروعات الزراعية النوعية وإيجاد أسواق داخلية وخارجية لتصريف المنتج، مؤكداً أن مشروعه بالإضافة لإنتاج مادة هلام صبار الاوليفيرا فإنه قادر على تقديم قيمة مضافة في عملية إكثار الغراس والتي ستصل في الموسم القادم إلى نحو مليون غرسة.
الجدير ذكره أن الاوليفيرا تحتوي على مادة هلامية غنية بالكولاجين وهي غنية بالخصائص العلاجية، حيث أنها تنتج مواد مقاومة للبكتيريا والعفن والفطريات والفيروسات، بالإضافة إلى فوائدها العديدة ومن أبرزها تغذية البشرة وترميمها والمساعدة في علاج الحروق والتخلص من جفاف الجلد، والتخفيف من أعراض الاكزيما ومن أعراض الصدفية، والوقاية من حب الشباب، وتأخير ظهور علامات الشيخوخة، والتخلص من البقع الداكنة، وعلاج القروح الباردة ويصنع منها مستحضرات متنوعة مثل الكريمات والشامبو وبلسم الشعر والصابون ومعجون الأسنان.
كما يستخدم عصير الاوليفيرا للتخفيف من اضطرابات الجهاز الهضمي والإمساك وأعراض متلازمة القولون العصبي وتخفيف الحرقة والتهاب المفاصل وتخفيف الربو وخفض مستويات السكر في الدم وتقوية اللثة والأسنان ، بالإضافة للتخفيف من قرحة المعدة والتهابات المسالك البولية، وخفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم والحفاظ على صحة القلب، وتقليل الالتهابات والتلوثات في العين والأذن.