بيروت وسرطان"Mesothelium"- د. فدوى كلاَّب

ًالمستشارة  البيئية والناشطة السياسية د. فدوى كلاَّب

21 -8- 201

 وفي حديث أجرته مجلة " Opine Digest " الالكترونية مع الناشطة والخبيرة البيئة والمرشحة السابقة للانتخابات البرلمانية 

حرصها الوطني وصراحتها وإهتمامها في الشؤون الحياتية والإجتماعية والانسانية والبيئة جعل منها شخصية مميزة. عندما نتكلم عن الدكتورة فدوى كلاًّب لا يسعنا إلا أن ننحني أمام إنسانيتها ولطفها وتواضعها وفكرها وثقافتها المتميزة. إنها سيدة من الدرجة الاولى ، هي مبدعة من لبنان . 

كانت مرشحة للانتخابات النيابية عن مقعد الكورة, على لائحة المجتمع المدني 2018 .مستشارة، منذ 1996، الوكالات التابعة للأمم المتحدة (منظمة الأغذية والزراعة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة البيئي) وعدد من البلديات والجمعيات. مديرة مشاريع، 2002- 2010، بيبلوس إيكولوجيا للبيئة والتنمية والمربع الأخضر. بالاضافة إلى نشاطات أخرى.

 - هل تعتقيدن أن ما يحدث في العالم من كوراث وفيضانات وحرائق هو دليل على التغير المناخي على كامل الكرة الأرضية؟

 أكيد التغير المناخي له تأثير على مايجري في العالم من فياضانات ومن جفاف وحرائق الغابات وأكيد ارتفاع درجة الحرارة هو احد الأسباب ، ولكن لا يمكن ان تتأثر بعامل واحد هناك أسباب أخرى كلها تساعد في التغير المناخي غير العوامل طبيعية. الذي نشهده هذه السنة لم تشهدها الكرة الأرضية من عشرات آلآف السنين ، شهدنا حالات بهذه الضخامة لكن لا يمكننا حصرها فقط بالتغير المناخي هناك أسباب أخرى ، فالانسان الذي ينتج من تلوث ويساهم في عملية إلاحتباس الحراري من خلال انبعاثات غاز الميثان التي يصدرها اقل بكثير مما تنتجها حقول الرز والبركان ولكن هذه عوامل طبيعية لا يمكن التحكم بها ولكن ما يقوم به الانسان يمكن التحكم به ونخفف منه، وهنا نقول أكيد أن المسؤولية تقع علينا ، بالتالي ليست كل المسؤولية على التغير المناخي. 

بالنسبة لزيادة حرائق الغابات لماذا كثرت في الآونة الاخيرة؟ لان الجفاف يبس الغطاء النباتي الموجود تحتها مما يؤدي إلى سرعة الاشتعال والاحتكاك بسرعة أكثر من الأول و إمتداد النيران اسرع منها عند وجود عشب يابس مساعد للحريق وانتشاره ،من عند عدم وجود عشب يابس . وأيضاً من ضمن العوامل الأخرى التي للانسان علاقة بها تمدده وتمدد اعماله أيضا وهذا سبب من الأسباب ، بالاضافة الى الجفاف من جراء ارتفاع الحرارة وهذا يساهم بشكل سلبي في التسبب بالكوارث وهي هنا في هذه الحالة النقص بالامن الغذائي سوف نتطرق إليها لاحقاً.

 - هل تعتبرأعمال المنتجة للتلوث من الجرائم ضد الانسانية وهل يمكن اعتبارها من ضمن الأولويات الدولية؟ 

الجرائم ليست فقط القتل من خلال سلاح حربي أو رصاصة لقتل الانسان . فهي أيضا تكون ، عندما نقوم بتجويع الانسان وضربه في صحته والتسبب في مرضه بأمراض مثل السرطان وتلويث مياهه وقطعها عنه هذه كلها جرائم ضد الإنسانية. 

عندما زاد عدد سكان العالم ظهرت نظريات إجرامية تقول أنه يجب التخفيف من عدد السكان ، هذه أيضاً جرائم ضد الإنسانية اقل ما يقال عنها نظرية وحشية لتخفيف عدد السكان ،فالابادة وقتل البشر يمكن أن تكون ليست فقط من خلال الحروب إنما من خلال التسبب في التلوث والتسبب بالامراض، مثال عن الجرائم ضد الإنسانية : عندما تكون منطقة تعاني من جفاف هائل لا يوجد فيها بئر ماء لكي يشرب سكانها ولا تملك المال لاستجلاب المياه ولا يساعدهم احد ، وعندما يكون هناك النزوح الكارثي هرباً من الجوع والعطش الذي نراه في بعض المناطق حيث نرى بعض الأشخاص و الأطفال الجياع وحالتهم الصحية والجسدية الموجعة، في بعض المناطق الافريقية متروكين للموت هذه جرائم ضد الانسانية . إن كل انسان لا يتحرك فيه شعور غضب أو إعتراض او أسف أو حزن على ما يحصل من هذه الحالات الانسانية لا يكون إنسان، أكيد هذه جرائم ضد الإنسانية .

 والاولوية اليوم وقبل أي شي و قبل الاقتصاد هي " البيئة"، ما نفع أن نكون في بلد غني وملوث ويتسبب بموت الناس، أهم شيء هي البيئة ، إننا نحتاج أن نعيش في بيئة سليمة، هواء نظيف نتنفسه، مياه نظيفة نشربها، وأيضا صحة نفسية حيث يجب أن تتوافر شروط الراحة و العيش في كرامة وبعيداً عن المكان المظلم وبعيداً على الضجيح وبعيداً عن الاوساخ ،قبل أن نتكلم عن حرية الانسان يجب أن نتكلم عن حياة الانسان وكل دساتير العالم تقول أن الانسان له الحق العيش بكرامة وبيئة سليمة صحية ، إن عدم تطبيق القوانين وإتخاذ إجراءات صائبة في هذه الحالة عندها تكون إجرام بحق الشعب . 

عندما نقول كبيئين أن الولايات المتحدة الأميركية والصين هذه الدول العظمى الذين هم سبب في التلوث، نسأل أنفسنا لماذا لهم الحق في تلويث الكرة الأرضية والتسبب للدول الأخرى التي تعتمد معايير بيئية نظيفة ولا تلوث؟ لماذا على الدول الكبيرة أن تلوث جو وحياة هذه البلاد؟ إذا أردنا أن نتكلم عن العدالة للأسف إن الحكم في يد هذه الدول الكبيرة المنتجة ، صحيح إن حق كل إنسان ،وحق الهندي الفقير وحق الافريقي الفقير التمتع بالتكنولوجيا الحديثة حتى لو كان هناك شيئ من التلوث ، ولكن يمكننا الحد و التخفيف من هذا التلوث من خلال دعم وتمويل الأبحاث والدراسات من أجل تطوير أنواع المحروقات المستخدمة في المعامل والطائرات من خلال الطاقة النظيفة ، والدليل عندما قررنا أن ننتج طاقة نظيفة اكتشفنا الطاقة الشمسية ، بداية إستخدام معامل إنتاج الكهربا كانت مع الفيول الثقيل ثم إنتقلت إلى الغاز الطبيعي ثم من خلال طاقة الرياح والان من خلال الطاقة الشمسية، بمعنى ان الدول العظمي قادرة أن تمول المشاريع العلمية بدل من تمويل الحروب من أجل الطاقة الجديدة والبديلة وهذه الحالة كانت ستساعد الكثيرللحد وتخفيف من التلوث ، فيكمن الفرق هنا بدلا ً من ان تزيد الحرارة درجة ونصف ،بإستخدامنا تلك الطاقة البديلة والصديقة للبيئة ،نقوم بتخفيف من زيادة الحرارة فتزيد نحو نصف درجة فقط وذلك من جراء العوامل الطبيعية العادية التي لا يمكن ان نسيطرعليها,بمعنى آخر أن الانسان هو من يزيد من نسبة التلوث وهو الذي يزيد من الاحتباس الحراري . 

- هل تعتقدين ان تلوث الهواء والمياه والتربة من الأولويات أم يمكن تأجيلها؟

عندما نتكلم عن المياه والهواء والتربة نحن نتكلم عن العناصرالأساسية لحياة الانسان الذي بدونهم لا يمكن أن يعيش، أكيد لا يمكن تأجيل محاربة التلوث تحت أي مسمى كان، ولا تحت أي ذريعة ، إذا تعسر الاقتصاد يمكن أن نعيد إزدهاره و أن نحسن من الإنتاج ، أي أن أي شيء يمكن إعادته ونستلحقه إلا في صحة الانسان ، اذا تلوث الهواء سيؤثرعلى كل جهازه التنفسي ، سيؤثر على رئتيه و سوف ينتقل الى دمه سيسمه ، سيؤثر على جهازه العصبي وعلى القلب وعلى دماغة وتفكيره وبالتالي سيؤثر على انتاجه وطريقة عشيه وطريقة تصرفه وعلى كل ما يتعلق به. 

وأيضا فيما يتعلق بتلوث المياه وهذا يؤثر على عمل الجهاز الهضمي ويؤدي الى تسمم الانسان وينعكس على الجهاز العصبي من خلال المعادن الثقيلة الملوثات والتي تؤثر على جهاز الخصوبة والهضمي وغيرها يعني أي تلوث يصيب الطبيعة هو بالتالي يصيب الانسان لانه جزء منها و يعيش فيها و ناهيك أن مناعة الانسان غير مجهزة أن تتحمل هذه الدرجة من التلوث لذلك هذه الأمور لا يمكن تأجيلها لان هذه العوامل لا يمكن إعادة ترميمها بسهولة. 

- تداعيات إنفجار المرفأ هل سيلقي بتبعاته على البيئة وصحة الانسان؟ولماذا؟

 للأسف تداعيات إنفجار المرفأ كان له أثرين ،أثر مباشر عند الانفجار دام يومين الى ثلاثة أيام بالحد الأكثر، والاثر على المدى المتوسط والمدى البعيد. الأثر على المدى المتوسط نشكر الله اننا قطعنا تأثير الانفجار التي ظهرت نتيجة الانفجار من الغيمة والملوثات والغازات سحبها الهواء على مسافات بعيدة ، تأثرها كان محدود على كبار في السن والأطفال ومن لهم حالات صحية معينة ولكن تم تداركها من قبل الناس واخذت أحتياطاتها ، قطوع ومرق . ولكن الأثر على المدى البعيد، صراحة حتى تاريخة لا دراسات علمية ، ولا معطيات عن نسبة التلوث سواء على المنطقة المتضررة أو في البحر .

 المؤكد منه هناك أمور، لجهة الصحة النفسية وهنا الخسارة الهائلة التي لا يمكن تعويضها خصوصاً لمن خسروا أعزاء واقارب واحباب وعائلاتهم ، بالاضافة ألى الاشخاص الجرحى من جراء الانفجار حيث سببت هذا الكارثة جراح داخلية و واضطراب بشعورها وهنا تولد لديهم خوف دائم، إّذ أن هناك اشخاص يجب أن يخضعوا لعلاج نفسي قد يستمر لسنوات. 

على صعيد المثال، في فرنسا عندما حدث إنفجار "دالوب " أخذت تداعياتها وتاثير الانفجارعن الاشخاص عشر سنوات وانعكاساته على صحتهم وعلى الضرر السمعي وعلى العامل النفسي الذي كان صعب ومكلف وغيرها. 

بالعودة الى تداعيات مرفأ بيروت هناك الأشخاص التي خسرت بيوتها سوف يرتد سلباً على نفسيتها بسبب الظروف المادية والاقتصادية المتردية او بسبب عدم قدرة الناس إخراج أموالها من البنوك من أجل شراء البديل او السكن بمكان بديل او حتى ترميم ، بمعنى هنا وقع الناس الميسورة والفقيرة في نفس المشكلة .

اما من الناحية النفسية والناحية الخطرة والتي أرددها من خلال محاضراتي قصة  "مادة أسبيستوس" الموجودة في منطقة الجميزة مارمخايل وفي المناطق المتضررة ،هناك بيوت قديمة جدا كانوا يستخدمون "ألواح الاترنيت " التي كانت تستخدم في الاشياء الصحية أو لانشاء خيم أو غرف أو على السطوح ، و تحتوي على "مادة أسبيستوس" وهذه مادة خطرة جدا ومنعت بكل دول العالم وممنوع استخدامها وخطرة موجودة عندما ينكسر الاترنيت فتخرج منها الالياف الخطرة الموجودة فيه التي نتنشقها وتدخل على الغشاء الرئوي وتسبب نوع من السرطان والوحيد والنوع المؤكد من أين يأتي وهو مرض الغشاء الرئوي " Mesothelium" ولا يأتي الا من ألياف الاسبيستوس. 

بعد انفجار بيروت تهافت الناس والجمعيات الى تقديم يد العون و المساعدة وبكل عفوية في المنطقة المتضررة ومشكورين في سعيهم ، ولكن دون أخذ الحذر والاحتياط وأنا في وقتها نشادت الجميع و أطلقت صرختي على الاعلام والمجلات وعلى أرض الواقع محذرة من خطورة تنشق كميات الاسبيستوس المتكسرة المتواجدة في الأماكن المتضررة و المنتشرة والمرمية في الشوارع ، حيث عمدوا إلى إزالتها بواسطة المكانس وكان يجب ان توضع الكمامات منذ اللحظة الاولى ولا يجب ان يتم إستنشاقه لانه خطير جداً. 

- كيف تظهر تداعياته ونتائجه؟

 يأخذ ظهور عوارضه حتى 40 سنة، ويمكن القول لكي يظهر هذا النوع من السرطان في جسم الانسان في خلال سنة أو سنتين أو العشرة أو عشرين ولكن الخطر يبقى حتى 40 سنة ، ويتفاوت إنتشاره لدى الافراد بحسب الكمية المستنشقة بين الذي تنشقه بصورة متكررة و بين من يسكن بقربه غير الذي تنشقه بصورة عرضية وخصوصاً ان الأنقاض لهذا الاترنيت لم تتعاطى معها الدولة بشكل مسؤول او جدية ولا نعلم أين تم نقله إذ أن هناك قسم مازال قرب المرفأ وقسم الكبيرآخر بمنطقة " كرم الزيتون" لغاية هذا الوقت لا وزارة الصحة ولا وزارة الداخلية ولا وزراة البيئة أعطوا الامر لإزالة هذا الخطر الذي يشكل خطر على الصحة العامة وأمن وسلامة مواطنينها . 

لقد تطرقت الى هذا الامر الخطير أمام "UNDP" وتكلمت عن خطورة الاسبيستوس إذ يجب إزالة من على الطرقات هذا الخطرالموجود والتخلص منه بطريقة سليمة ،هذا أثره سيبقى على الناس لفترة طويلة . اما بالنسبة للبحر حيث مكان وقوع الانفجار حتى هذه اللحظة ليس لدينا دراسات علمية موثقة وثابتة لكي نتكلم بطريقة علمية إلا ما يمكن قوله إلى الان لم نجد اسماك نافقة من جراء التلوث ولكن مما لا شك هناك تأثير ولكن لا دراسة علمية ، والمضحك فقدان اوراق الطباعة وإنقطاع التيار الكهربائي وفقدان مادة المازوت للمولدات في الجامعات ومجالس البحوث يأزمن من عملية طبعة ودراسة لاي حالة. 

من الاكيد والثابت أن إنفجار مرفأ بيروت هو من ثالث أكبرانفجار بالعالم ، وتداعياته وأثاره سوف تنعكس بشكل خطير على الصحة النفسية للناس وعلى الاقتصاد وعلى المنطقة المتضررة والمناطق الأخرى والبعيدة لشدة هول هذا الانفجار والمشاهد التي شاهدها الخوف والهول الذي عاشه . والخطر الجديد المترقب الذي علمنا به هو من خلال تخزين البنزين والمازوت بين البيوت وهذه القنابل الموقوتة " كالنيترات" والتي غابت عنها الرقابة وأدنى معايير السلامة العامة والكشف الصحي من قبل مفتشين على أماكن التخزين بالطرق غير شرعية وهذا الخطر والخوف و المقلق اننا لا نعلم متى يقع الانفجار من جراء عملية هذه التخزينات ، مما يزيد من فقدان الثقة بالدولة تجعل الانسان يعيش بهاجس الخوف حيث تقل انتاجيته وتخف وتنعكس على نوعية حياته وتؤثرعلى صحته إذ أن اهم أسباب أمراض الضغط و القلب هو :STRESS" الذي نعيشه بشكل دائم ،وإنفجار مرفأ بيروت زاد من هذه الحالة ونتائج تدمير المرفأ انعكس على نفسية الناس وعلى طريقة معيشتها وانتاجيتها وحتى على رفاهيتها. 

- هل الانقطاع في التيار الكهربائي المفرط سيزيد من مشاكل ضيق التنفس لدى المواطنيين؟ 

أكيد إنقطاع التيارالكهرباء يؤثر على صحة الانسان وخصوصا عندما تنضرب سلسلة التبريد ، لان كل الماكولات المحفوظة في الثلاجة او حتى الامصال اوحتى الانسلوين للسكري يجب ان تبقى تحت درجة برودة معينة والاختلال فيها يؤدي إلى كارثة لان مريض السكري قد يغيب عن الوعي اذا لم يأخذ إبرة الانسولين في موعدها وقد يؤدي الى موته، وهذا ، إذ ان هناك أنواع من الادوية يجب ان تبقى محفوظة تحت درجة برودة معينة كي لا تفسد، وهي معدة للاستمعال الشخصي، اذا فسدت قد تؤدي الى كارثة. بالإضافة هناك فئة من المرضى بحاجة إلى أجهزة التنفس وفنئة أخرى التي تعاني من ضغط الدم وإن إرتفاع درجة الحرارة قد تؤثرعلى تمدد الاوردة ، في حال لم يحصلوا على تبريد او مكان لتنشق الهواء قد يسبب في هبوط او ارتفاع الضغط ،قد يغيبوا عن الوعي، إن الكهرباء أصبحت من المتطلبات الاساسية حتى اننا بحاجة للتبريد في المعامل من اجل التهوئة وهي ضرورية وخصوصا لمرضى جهاز التنفسي لانهم يعيشون على أجهزة التنفس واكيد انقطاع التيار الكهربائي سيؤدي الى كوارث جسيمة.  

- كيف يصبح الاكتظاظ السكاني مشكلة وخطرا وينعكس على الصحة والسلامة العامة ؟ 

 بيروت مدينة هواؤها ملوث، لان هناك إكتظاظ سكاني ولايوجد مراعاة للتنظيم المدني فيها لا يوجد مساحات خضراء كافية لتمتص الانبعاثات التي تخرج من السيارات ، بيروت تعاني من إكتظاظ سكاني أكتظاظ سيارات، ولا يوجد نقل عام مشترك ولا يوجد مساحات خضراء كافية. نلاحظ عندما نأخذ درجة حرارة في بعض الاحياء ونقيس درجات الحرارة نحد نسبتها مرتفعة اكثر من غيرها من الاحياء وكل ذلك بسبب التلوث والسبب ركود الهواء فيها يعني الهواء لا يتمكن من المرور بين الأبنية بسبب تلاصقها وعلوها وقلة المساحات الخضراء، فلم يعد هناك قدرة للهواء في التنقل بين البيوت ، وهذا شي خطير. لذلك هناك مدن تعد صحية ومدن صديقة للبيئة ، و بيروت تعتبر من المدن للأسف الملوثة صحيح هناك القاهرة والهند ولكن بالنسبة لعدد سكان بيروت نسبة للقاهرة والهند هي حي من لاحياء لديهم ، وقد كان من الممكن ان نتدراك هذه المشكلة وكان لدينا الفرصة ان ننظم مدننا لتكون صديقة للبيئة.

 نجد عندما نمر في وسط بيروت أن شوراعها عريضة مزروعة بالاشجار، أبنيتها المفتوحة على البحر لانشعر بالحر ولا نشعر بضيق في التنفس ، بالعكس نجد أن هناك نسيم عليل وهواء ، والهواء هو ذاته في بيقية المناطق وليس لانها منطقة فخمة، بل لان فيها منافذ شرحة والهواء يتنقل بها بسهولة سواء من الجهة الغربية أو الشرقية ، وللأسف هناك بعض الاحياء نشعر بحالة إختناق ولا منفذ وكأن هناك عتمة من كثرة الاكتظاظ، وهذه مسؤولية الدولة لانها لم تعتمد ألية التنظيم المدني الذي كان يجب ان يلحظ المساحة الخضراء أوسع، كان يجب ان يلحظ تباعد للابنية من جهة أخرى لا يمكن ان نتحجج بالابنية القديمة اذا انها مؤلفة من 3 او 4 طوابق كانت ادراجها بتسحب هواء يتيح بمرور الهواء لجهة اليمين والشمال كدرج الجميزة ولكن طمع الانسان وجهل المسؤول اللبناني وغياب التنظيم المدني من استغلال كل زاوية وكل شبر ان بني عليه ونتناسى صحتنا و رفاهيتنا وجمال العيش في هذه الأمكنة.  

- ما هو موقفك من المسؤولين تجاه طريقة التعاطي مع صحة المواطن في ممارسات حياتهم اليومية ؟ بالنسبة لهذه الطبقة السياسية الفاسدة والفاشلة و والتي تحمل كل أنواع الصفات السيئة لديها وعليها المسؤولية الكاملة والتي خربت البلد وأوصلته إلى ما نحن إليه اليوم ، ولقد آن الأوان إزاحتها وعلى المجمتع كله وعلى الناس التي تهمها صحتها وصحة كبارها وصحة الأجيال القادمة يجب ان تتحرك ،اذا لا يمكن ان نعيش بوضع أسوأ من ذلك، إن كان من جراء تلوث المياه كتلوث نهر الليطاني وتلوث البحر من خلال المجارير الصحية تكب بالبحر والوديان ، والطريقة التي نرمي النفايات السائلة بطريقة عشوائية بسبب الضائقة المادية وإفتقارنا الى محطات تكرير فعالة من درجة 2 ودرجة تنقي المياه. بالاضافة إلى التلوث الناتج عن المصانع التي ترمي بنفاياتها بشكل عشوائي في البحر والوديان, و هناك المطام غير الصحية والعشوائية حيث تسرب رواسبها الى باطن الارض و التي تلوث المياه الجوفية ولا يوجد مراعاة بالحد الادنى من معايير ومقومات صحية للحفاظ على نقاوة المياه وحمايتها من النفايات المنزلية الصلبة والمجارير والاسمدة الكيماوية التي تستخدم بشكل عشوائي . هناك دارسة أجريت منذ سنتين ، تقول إن إعداد مرضى السرطان في لبنان اعلى نسبة من المناطق العربية المجاورة حتى الفقيرة منها ،هذا يثبت ان درجة التلوث الموجودة لدينا ليست كبقية المناطق. 

أما في المدن هناك التلوث الهوائي الخانق الذي يؤثر على الجهاز التنفسي و يسبب الاختناق والموت ويؤدي ألى نتائج مسببة لمرض السرطان الرئوي ، في المدن الاكتظاظ السكاني لا يحتمل ، زيادة عدد السيارات وخصوصاً أن مواقف السيارات قديمة وحتى السيارة القديمة تستهلك فيول أكثر وتلوث اكثر من السيارة الجديدة هنا ليس بإمكان الناس إستبدال سياراتهم القديمة بأخرى جديدة بسبب الضائقة المالية . وأيضا أن تلوث الهواء نجد أن لا احد يهتم فيه، ليس بقدرة الجميع تملك بيوتا في القرى لتتنفس الهواء النظيف الصحي . 

الدولة لم تأخذ أي إجراء جدي للتصدي لايجاد حلول سليمة لمقومات الحياة الصحية لمواطنيها، لا بالنسبة للمياه ولم تجد حلول دفعت 870 مليون لتنظيف الليطاني ولم تتصدَ لمسبب تلوث الليطاني وكل ذلك من أجل سرقة المال العام ، هذا من جهة تلوث المياه . اما من جهة قلة المياه وإنقطاعها ،علماً أنه تم دفع مبالغ باهظة دون جدوى لبناء السدود وقد تم إستخدام الباطون وصرف الاموال وهذه مصادر للتمويل وهي مكلفة جدا وبالتالي يسهل فيها السرقة والهدر لذلك تعطى أولية.لم يعتمد آلية حفر آبار جوفية أو على الأقل استشارة متخصصين من البعثة الألمانية أو الاستفادة من الدراسة التي حضرتها "UNDP" أو الخبراء المحليين من انجح الخبراء Hydrogeology هولاء لم يتم استشارتهم ويستعان بجهات معروف توجهاتها، فما نفع السدود اذا كانت خالية من المياه؟ بالنسبة لتلوث التربة كما قلنا ، التلوث يأتي من النفايات المنزلية و الصناعية او من استعمال الأسمدة و الادوية الكيماويات بشكل عشوائي وتؤثرعلى غنى التربة وحتى على الإنتاج وحتى تساعد في ظهور أمراض جديدة . والمشكلة تكمن في غياب دور وزرارة الزراعية من ترشيد زراعي وتوعية. 

إن كنا ركزنا فقط على 3 أمور( تلوث المياة ، تلوث الهواء وتلوث التربة )ولن اتوسع اكثر لاتكلم عن التوتر العالي للكهرباء وضرره بل فقط ارتكز على الأمور الثلاثة ( الهواء والمياه والتربة) نجد أن الدولة لا تقوم بأبسط واجباتها ولا تحافظ على أهم مقومات الحياة . وكل ما أريد أن أقوله اأن الدولة فاسدة، دولة فاشلة ،لا تهمها سلامة مواطنيها ، ولا يهمها الأولوية لصحتهم ، ولكن كل ما يهمها مصالحها الشخصية وتنفيذ اجندات خارجية، لان هذا التلوث يطال أيضاً حتى ممن هم محسوبين على هذه الجهات المسؤولة واحزابهم و لا يهمها شعبها ،لان هذه السياسيات تدمر البلد وتشجع على الهجرة، وتترك الشباب وشعبها يعاني من أمراض السرطان ومن ضغط الدم و امراض مزمنة و التي تكلفنا كثيراً من جراء التلوث لو استخدمنا تلك الأموال للحفاظ على البيئة من التلوث كنا تفادينا زيادة الامراض والاوبئة. كل بلاد العالم تعتبر وزارة البيئة هي من الوزارات الأساسية والمهمة ولها الاولوية الا في لبنان وزارة البيئة هي فقط ليحمل لقب وزير كترضية ، هذه الوزارة في الواقع غير مفعلة هي موجودة فقط ليقال ان هناك وزارة بيئة، من أجل استجلاب أموال .

 أضيف أن وزارة البيئة التي أنشأت سنة 1992 كانت من اجل أن يتمكن لبنان من المشاركة وحضور "مؤتمرالريو"  كي يقال ان لدينا وزارة بيئة الا إن دورها الرئيسي غير مفعل. ونحن في القرن21 ليس لدينا مشروع متكامل مستدام لادارة النفايات الصلبة والسائلة، وكل ما أريده هو أن هؤلاء غيرمسؤولين في موقع المسؤولية ولكن ليس الحق عليهم الحق يقع على الشعب الذي لم يساءلهم لان كله تابع وكله خط احمر الا صحة الناس ليست خط أحم عند أحد. 

- هل تفكرين خوض المعركة الانتخابية مجدداَ ؟ 

أكيد سوف أترشح وهذه المرة أعمل بشكل جدي أكثر , لان في المرة السابقة كان ترشحي في اللحظة الأخيرة قبل تسكير باب الترشح، وكان نوع من تحدي من قبلي خدمة لمسالتين و لاقول أن المرأة لديها المقدرة والمعطيات لكي تنجح كممثلة عن الشعب ، والمسألة الثانية أن هناك بديل عن هولاء ويمكن أن تحكموا عليها من خلال تاريخها ، وتتويجاً لنضالي في القضايا الانسانية والبيئية لاكثر من 40 سنة يعطيني الحق الاطلاع على كل شيء بصفتي ناشطة سياسية بيئية ، ولكن عندما أكون في البرلمان يمكنني الاطلاع على كل ما يجري في الدولة ولي حق المساءلة النيابية والمحاسبة وأعتبر أن وجودي في البرلمان يكون فعال أكثر وبجهد أقل.