المخدرات وآفتها المجتمعية ودمارها الشامل - د. محمد عثمان

رئيس الهيئة العربية لمكافحة المخدرات 

المدرب الدولي المتخصص د. محمد مصطفى عثمان

6/12/2021

ظاهرة  المخدرات  هي  من  أخطر االآفات تدميراً للمجتمع والوطن والانسان وهي ظاهرة  نجدها  في كل مكان وزمان،  وتتفاوت  وتتدرج  في خطورتها إستناداً  لثقافة ووعي  كل مجتمع على بقاع هذه الارض، وذلك من خلال سبل  الوقاية والاحتراز فيه. 

أصبحنا  في زمن نواجه  تحديات خطيرة تشكل خطراً كبيراً على الانسان والعائلة والوطن ، خصوصاً بعدما دخلنا في العالم الرقمي الفضفاض الذي يصطاد الشخصية الضعيفة و الاكثر هشاشة من حيث عدم خبرتها وعدم توعيتها  وتوجيهها وتثقيفها لكي يتمكن منها ويدمرها.

 وبإعتقادنا ان  سبيل  القضاء  على أي  نوع من هذه الافات  المدمرة هي من خلال  الثقافة المعرفية   في كيفية  مواجهتها  ومعالجتها وتطويقها .إذ أن آفة المخدرات تعد  من أخطر الآفات فتكاً ودماراً في دول العالم والتي  تحاول  في شتى  الطرق لمحاربتها والقضاء عليها.

في هذا السياق كان لمجلة " Opine Digest " الالكترونية حديث مع رئيس الهيئة العربية لمكافحة المخدرات المدرب الدولي المتخصص الدكتور محمد مصطفي عثمان.

هل ممكن أن تعرفنا أكثر عن نشاطكم الاجتماعي وماهو دوركم التوعوي من الإدمان ؟

 يرتكز نشاط الجمعية بالدرجة الاولى على التوعية من الادمان من خلال إقامة محاضرات ودورات تدريبية للتوعية من آفة المخدرات وخطرها على المجتمع وخاصة فئة الشباب ومايمكن أن تؤدي اليه من مخاطر صحية ونفسية وإجتماعية. وتهدف هذه الدورات الى إنخراط الشباب ومشاركتهم من خلال ورش عمل تمكنهم من إدراك المخاطر والتعبيرعن أرائهم أو حتى التحدث عن تجارب لهم أو لاشخاص يعرفونهم من خلال اعطاءهم الفرص للتعبير بحرية وصراحة من أجل الاستفادة منها.

 من مهام الجمعية أيضاً الدخول إلى السجون وإجراء دراسات  عن حالة عن أحوال المساجين المتهمين بقضايا التعاطي أو الترويج ودراسة ملفاتهم وإعطائهم أيضاً التوعية اللازمة، ومعالجة الحالات المدمنة التي ترغب في التخلص من هذه الآفة طوعاً مع ضمان سفرها للعلاج في الاردن ومن ثم عودتها بشكل آمن الى الوطن. وأيضاً نقوم  بزيارة المدارس وإعطاء محاضرات عم مخاطرالادمان خاصة للفئات الشابة لتوعيتها من آفة المخدرات...

ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجهونها في ظل الانهيار النفسي والاجتماعي والاقتصادي؟

 أهم الصعوبات التي نواجهها خاصة في الفترة الاخيرة وما يتعرض له المجتمع من ركود إقتصادي وانعكاسات سلبية على الشباب هو تزايد نسبة تعاطي المخدرات في ظل غياب الدولة ودورها المحدود في مكافحة هذه الافة. حيث بتنا نسمع بشكل يومي عن جرائم قتل ناتجة عن الافراط في التعاطي والتي قد ينتج عنها جرائم اخرى كالسرقة والترهيب والاغتصاب وغيرها والتي تؤثر سلباً على المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص حيث تسهم في تدمير القيم وخلق الاحباط والشعور بالفشل لدى هؤلاء الشباب وتدفعهم لارتكاب أبشع الجرائم التي من شانها أن تدمرهم على المستوى الصحي والنفسي والقيمي وتؤدي بالتالي الى زعزعة أمن وإستقرار المجتمع والحد من نموه الاجتماعي والاقتصادي...

هل  المدمن هو ضحية أو  مجرم؟ 

المدمن هو ضحية مجتمع عجزعن تأمين متطلباته وتوفير أدنى حقوقه كالفرص في التعليم والعمل وتكوين حياة أسرية سعيدة. فهذا الفرد الذي تسد أمامه كل فرص النجاة لايجد أمامه سوى الادمان ليتخلص من اليأس والاحباط الذي يعيش فيه وليتمكن من التعايش مع المجتمع الفاسد والذي يعامله بقمع وقهر. فيلجأ الى التعاطي حتى ينسى الالام والصعاب التي يعيشها. وبذلك يكون المدمن ضحية في بداية الطريق. ونظراً لغياب برامج التوعية والتحذير من مخاطر المخدرات نجده يسترسل في التعاطي حيث تصبح عادة لايستطيع التخلي عنها في حال لم يتم مساعدته في العلاج...

وهناك طرق عدة للعلاج يمكن أن يلجا اليها المدمنين. وفي مقدمتها الرغبة والارادة.  فمن دون هذه الارادة لا يستطيع أن يتعالج ويتخلص من هذه الآفة وسيعود إلى التعاطي في أول فرصة تتاح أمامه. لأن الارادة هي الاساس الذي سيساعده على تخطي هذه المحنة والخروج منها. ومن ثم يأتي دور الدولة في توفير فرص العمل والعيش بحياة كريمة لهؤلاء الافراد كي لا يعودوا الى آفة التعاطي.

أين دور المنظمات  التي تكافح تفاقم  مشكلة الإدمان عند الشباب؟ 

يجب على المنظمات غير الحكومية أن تضمن مشاريعها دورات تدريبية وجلسات توعية عن آفة المخدرات خاصة وأن هذه المنظمات تستهدف في مشاريعها الفئات الشابة. حيث تلعب دوراً كبيراً في التأثير عليهم من خلال نشاطاتها التي تهدف إلى دمجهم في المجتمع. لذلك يتوجب عليها أن تضمن مشاريعها حلقات توعية ونشاطات تتعلق بموضوع المخدرات.

 ما هي المفترحات والمشاريع التي تسعون بها من أجل المساعدة في الحد من ظاهرة إنتشار المخدرات بين الفئات الشبابية وفي المدارس والجامعات؟

 أما في مايتعلق بالمقترحات: ضرورة إقامة محاضرات مكثفة في المدارس والمعاهد والجامعات للتوعية من مخاطر هذه الآفة، ضرورة تضمين مناهج الدراسية مادة تتعلق بالتوعية من مخاطر المخدرات، عرض إعلانات تتضمن توعية منها على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز وغيرها،  بالاضافة العمل على خلق فرص عمل لهؤلاء الشباب حتى لا يكون لديهم متسع من أوقات الفراغ التي يقضونها بما يضرهم ويسبب لهم الاذى. 

ماهي طرق المعالجة من الإدمان ؟

  هناك طرق كثيرة  ولكن  المحور الاهم منها  هي عبر إقامة نشاطات دعم لهم من أجل إعادة دمجهم في المجتمع وحثهم على الاعمال التطوعية...

  كلمة أخيرة  دكتور تريد ان توجهها؟

 أخيرأً بالاضافة  إلى ما سبق وأن قلناه   نجد أن هناك ضرورة إنشاء مركز مجاني للعلاج في الشمال نظراً لتزايد هذه الآفة في الاونة الاخيرة ونتيجة عدم قدرة الافراد على المعالجة في مراكز خاصة.و ضرورة التشديد من قبل الدولة في ملاحقة المروجين والتجار الذين يستغلون هؤلاء الشباب نتيجة فقرهم ويأسهم.

 ونشكر مجلتكم الكريمة   للمساهمة في نشر الوعي والثقافة من أجل  جيل أفضل ومستقبل أفضل ووطن مستقر وآمن.