عروض رائعة قدمتها إيطاليا في يورو 2020، لتصطدم بمنتخب إسبانيا الذي تجاوز بدايته السلبية بتطور ملحوظ في الأداء، فيما تعد مواجهتهما في نصف النهائي بمتعة غير مسبوقة في البطولة.
لكن قبل المواجهة بين روبيرتو مانشيني مدرب إيطاليا، ونظيره الإسباني لويس إنريكي الشهير بـ"لوتشو"، حدث زلزال في نهائي يورو 2012 بسقوط بطل العالم 2006 أمام خليفته في 2010 برباعية نظيفة بعد اكتساح تام لعبا ونتيجة.
صراع الـ4-3-3
يعتمد "لوتشو" على طريقة 4-3-3 وهي نفس الطريقة التي يلعب بها مانشيني، لكن كلا منهما يطبقها بطريقة تختلف عن الآخر.
إنريكي يحاول استعادة أسلوب برشلونة مع المنتخب الإسباني في الاعتماد على الاستحواذ وصناعة الفارق بكل الوسائل الممكنة من أطراف الملعب وعمقه، مع اهتمام أقل بالدفاع.
على الجهة الأخرى غيّر مانشيني وجه الكرة الإيطالية وتخلى عن أسلوبه الدفاعي، وبات يلعب كرة قدم متوازنة بين الدفاع والهجوم.
مانشيني يعتمد على ثلاثي هجومي لديه السرعات المناسبة للاختراق على الأطراف ومن العمق، كما يمتلك عناصر في وسط الملعب يمكنها التغلب على أي دفاع بتمريرات ساحرة.
ورغم تسجيل إسبانيا 12 هدفا حتى الآن في 5 مباريات، فإن الماتادور استقبل 5 أهداف، بواقع هدف في كل لقاء.
على الجهة الأخرى تحتفظ إيطاليا ببريقها الدفاعي القديم، فلم يستقبل رجال مانشيني سوى هدفين فقط في 5 مباريات مع تسجيل هجومها 11 هدفا.
هل يتحقق الثأر؟
تقول لغة الأرقام إن منتخب إسبانيا أقوى هجوميا لتسجيله عددا أكبر من الأهداف، لكنها تكشف أيضا عن إمكانية الوصول إلى شباكه، وهو الأمر الذي يجيده منتخب إيطاليا مع مانشيني بكثافة على غير عادته في البطولات الكبرى.
لكن إذا كان المقصود بالثأر هو فوز إيطاليا بأي نتيجة والعبور إلى النهائي، فهذا أمر ممكن، بل وارد بقوة بالنظر إلى مشوار الفريقين في البطولة.
أما الحديث عن رد إيطاليا دين الـ4-0، فهذا محل شك كبير، لأن النتائج الكبرى بين المنتخبات الكبرى لا تحدث كل يوم، ولا يمكن تكرارها إلا في حالات استثنائية نادرة.
طريقة إيطاليا الهجومية ستسبب الكثير من المتاعب لدفاع إسبانيا الذي استقبل ثلاثية من كرواتيا في الفوز (5-3) بثمن النهائي، لذلك يجب على إنريكي التفكير أولا في صد الهجمات الإيطالية وتأمين مرماه قبل التفكير في الهجوم.
يعتمد إنريكي على الحارس أوناي سيمون خلف الرباعي الدفاعي سيزار أزبليكويتا وإيميريك لابورت وباو توريس وجوردي ألبا، أمامهم الثلاثي كوكي وسيرجيو بوسكيتس وبيدري، ويلعب الثلاثي الهجومي فيران توريس وألفارو موراتا وبابلو سارابيا.
بينما يلعب مانشيني بالحارس المتألق جانلويجي دوناروما خلف الرباعي الدفاعي جيوفاني دي لورينزو وليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني وإيمرسون المتوقع مشاركته بدلا من المصاب ليوناردو سبيناتسولا، أمامهم ثلاثي يجيد الدفاع والهجوم على حد سواء، وهم نيكولو باريلا وجورجينيو وماركو فيراتي، خلف الثلاثي الهجومي الناري فيديريكو كييزا وسيرو إيموبيلي ولورينزو إنسيني.
ولكي تحقق إيطاليا الثأر يجب أن يجيد مانشيني لعبة الشطرنج مع لوتشو لإطاحته خارج البطولة، وفي الجهة المقابلة يتعلق فوز إسبانيا وتحويلها إلى عقدة لإيطاليا بنجاح إنريكي في الصمود الدفاعي أمام الأمواج الهجومية الزرقاء.