الفنان السوري عاطف دنون ..صوت مشبع بالأصالة ومسيرة اغترابية في استراليا تجاوزت الثلاثين عاما


 سهيل حاطوم - 25- 7- 2023


أكثر من ثلاثين عاما من الاغتراب استطاع خلالها الفنان السوري عاطف فايز دنون أن يقدم رسالة الفن الأصيل ويحمل في قلبه وعقله الأغنية التراثية الجميلة وينقلها بصوته المشبع بالأصالة إلى أستراليا حيث يقيم بعد أن نهل من معين جبل العرب وأصالته وفلكلوره الشعبي الغني..
الفنان عاطف دنون الذي ينحدر من مدينة شهبا بمحافظة السويداء ظهرت موهبته في سن مبكرة ، حيث جاء برفقه والده الذي كان يعمل مدرسا في إحدى مدارس شهبا لحضور حفلة نهاية العام الدراسي، وكان على مدّرس الموسيقى ان يختار عددا من الأطفال لأداء بعض الأناشيد المدرسية، وحينها لم يكن الفنان عاطف في الحسبان باعتباره أصغر سنا من العمر المطلوب للاشتراك بالحفلة لكنه ومن باب المشاغبة بدأ يغني من دون أن يُسمح له فوصل صوته إلى أسماع المشرف على الحفل واختيار الأطفال وكان يومها الأستاذ شريف ناصيف الذي التفت إلى مصدر الصوت وطلب منه أن يعيد اللحن المطلوب فغنى فراق له صوته مما جعله يقرر إشراكه في الحفلة ويصبح العنصر الأساسي فيها ، فلحن له الأستاذ شريف أغنية" ألو ألو يا بلدية" فكرم حينها من قبل المحافظ آنذاك والذي أهداه آلة موسيقية كانت عبارة عن كمان ، ومنذ ذلك الحين أصبح محور الحركة الفنية في مدرسته.
بعدها تعلم الموسيقى والعزف على يد الأستاذ سعيد حرب ، ومن ثم شارك في العديد من المهرجانات والحفلات في محافظة السويداء ، وكانت نقطة التحول في حياته من خلال مسابقات رواد الطلائع ، حيت حصل على المرتبة الأولى على مستوى سورية لمدة ثلاث سنوات متتالية في مجال الغناء .



في عام 1979 شارك في مهرجان الشباب العرب الذي أقيم في صالة الربيع في بغداد حيث التقى هناك بالمطرب العراقي سعدون جابر فتعلق بلون الفرات وكان يغني هذا اللون منذ صغره.
وفي عام 1989 شارك في برنامج مسابقات الهواة في الأردن وبعدها في مسابقات الهواة مع نهاد تلاوي في دمشق ، وبعد أن أدى خدمة العلم في المسرح العسكري بدأ مسيرته الفنية الاحترافية في مطلع تسعينيات القرن الماضي ، وانتسبت إلى نقابة الفنانين السوريين ، و تعرف على كل من الفنانين" سمير حلمي و ابراهيم جودت وفهد بلان و داود رضوان " حيث تعلم منهم الكثير و شاركهم في إحياء عدد من الحفلات غناء وعزفا ، حيث يجيد العزف على آلتي العود والكمان.
كما شارك في برنامج طريق النجوم ، ومن ثم لحن له الشاعر الراحل سعدو الذيب العديد من الأغاني من بينها " ساهرين الليل حبايب" و " يا ساكنة" وغيرها ، كما درس في كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية، وقبل التخرج بفترة قصيرة اضطر لترك الدراسة بسبب السفر والهجرة إلى أستراليا ، حيث بدأت هناك رحلته الاغترابية في عام 1993.


وخلال مسيرته الفنية الاغترابية في مدينة سيدني بأستراليا، حيث يقيم شارك بجميع أفراح الجاليات العربية ، وفي إحياء العديد من الحفلات مع المطربين العرب في سدني ومن بينهم الفنانين كاظم الساهر و مدحت صالح ووليد توفيق ومحمد اسكندر وهاني شاكر ووائل كفوري ، بالإضافة لمشاركته في تقديم برنامج إذاعي موسيقى في إذاعة ال 2ME العربية وذلك لمدة نحو سبع سنوات.
كما حصل على الدبلوم في الموسيقى من سيدني بعد دراسة لمدة ثلاث سنوات ، و دبلوم في تصميم المواقع بعد دراسة لمدة مماثلة، ولا زال يشارك في إحياء الحفلات الفنية في سيدني ولديه استديو للتسجيلات الموسيقية، ويحرص على تقديم رسالة الفن الأصيل محافظا على مستوى فنه وإبداعه.
كما يعتبر أحد الشخصيات الاغترابية الفاعلة على الصعيد الاجتماعي في سيدني وشغل منصب رئيس ونائب رئيس الرابطة الدرزية لمدة نحو ثلاثة عشر عاما.
الجدير ذكره أن الفنان عاطف دنون من مواليد الرقة عام 1967 والده المربي الفاضل فايز دنون الذي عمل مدرسا في محافظة الرقة ومدينتي السويداء وشهبا وفي المركز الثقافي في شهبا ، ولديه ابنان لورنس الذي تخرج من كلية الحقوق ويعمل محاميا ولوريس التي تعمل في طب التجميل في أستراليا .